ليش بعض الكتب “خفيفة” دم والبعض لا؟

فكرة غير مكتملة لحوار يحصل بين القارئ والكتب كل مرة يقرر القارئ أن يختار ماذا يقرأ.

الانطباع الأول ليس محصور على الأشخاص وإنما بالنسبة لي يشمل الكتب. بعضها من البداية تقع في حب الأسلوب والتسلسل والبعض تستعين بالله كل مرة تبدأ في قرائتها. يتوفر لدي حوالي ٢٠ كتاب لم انته من قرائته. لو يوجد قانون للعدل بين الكتب، لكنت اكثر المذنبين 😅 .

تصفحت قائمة الكتب التي لم انهِ قرائتها وتوصلت إلى الاسباب التالية لعدم انهائي قرائتهم :

  • مادة الكتاب ثقيلة و تحتاج إلى حضور ذهني وتركيز
  • السرد في الكتاب ممل جدا
  • الكتاب يدور حول أمر لم أعد مهتم فيه.
  • كتاب دراسي وتعليمي(يحتاج إلى جلسات جدولة لإنهاء الالتزام)
  • كتاب تحدث عنه الكثير ولكن كل مرة تمنحه فرصة يفشل في جذب إنتباهك

في البداية كنت أنزعج عند شرائي لأي كتاب ولا أنهيه، لكن بعد سماعي لنصيحة الأخ نافال رافيكنت في 2018 (قبل يصير مشهور 😃)عن عدم ضرورة إكمال الكتاب التي لاتجذب انتباهك أعترف إنه تضاعفت مدة قرائتي 100٪. أفضّل القراءة على الأجهزة الالكترونية (ايباد، كيندل) لتوفيرها لي خيار قراءة مختلف الكتب في أي وقت ومن رأيي هذي هي الميزة التي لايمكن الكتب الورقية أن تنافس فيها.

بما أن القراءة مهارة تحتاجها كل حياتك أنصحك بهذا الدليل لكيف تقرأ بشكل أكثر فعالية.

كتاب أم مدونة أم كورس أون لاين؟

مع تنوع مصادر التعلّم اليوم تزداد حيرتي من أي مصدر المفترض أن أتعلّم. هل أبدأ بكتاب، كورس أونلاين؟ ربما مدونة؟ أو أحتاج الذهاب إلى الجامعة؟

في عصر زخم المعلومات لربما نحتاج لاشخاص يرتبون لك أفصل المصادر بالترتيب المناسب. ترتيب تلقّي المعلومة في نظري هو من أهم الأمور لبناء أساس قوي.

إجابةً على سؤالي أي المصادر أفضل عندما تتعلم أمر جديد. أعتقد اذا انت كنت حديث عهد في المجال، أي مصدر فيه هيكل محدد مثل التعليم (لستُ متأكد من هذا المثال) ، الكتب، الكورسات الأونلاين تعتبر خيار أمثل للتعلم وتختلف السرعة والتكلفة من خيار إلى آخر. بينما إذا كنت متخصص وتبحث عن معلومة معينة، المدونات غالباً هي صديقك وربما الأوراق العلمية في بعض الحالات (صراحةً لا أعلم الكثير عن الأمر الآخر). خاصة بعض المدونات اليوم تصلح أن تكون كتاب بذاتها.

و في حالة أنك أحببت أن لاتتبع الطرق التقليدية وتبحر بين المصادر بدون طريقة منهجية واضحة وتتبع فضولك ف”الله يقويك 😃”).الطريقة جميلة لكن يصعب قياس التقدم فيها وأحيانا تصاب بإحباط وتحتاج إلتزام عالي، لكن والله اعلم أشعر أن العائد علي المعرفة عند اكتسابها بهذه الطريقة عالي جداً في أحسن الظروف ( إفتراضاً أنك أجدت ربط الأمور ببعضها البعض)

هنا نتيجة التصويت للطريقة المفضلة عند المتابعين في تويتر.

وهنا بعض الردود اللي وصلتني على تويتر عن تفضيل الأشخاص عند التعلّم.

https://twitter.com/Nuha3ziz/status/1148932094846021633

الحياة ليس لها طعم بدون مشاكل

قبل عدة سنوات سمعت توني روبنز المدرّب المشهور بالتحفيز ومساعدة الأشخاص انهم يعطون أفضل ماعندهم يقول: (“الحياة مالها طعم بدون مشاكل”)

 “هراء” هذا الذي بخاطري عندما سمعته يقول ذلك. حينها كان عمري حوالي ال20 عام وتجاربي في الحياة كانت محدودة.

لكن اليوم شعوري مختلف نحو هالمقولة. خاصة لمّا احياناً يأتيني شعور الملل، الطقس حار، العمل لاجديد فيه وليس هنالك ما أتطلع إليه. عندما أنظر إلى الأشياء التي لم أستطع الحصول عليها ونسيت ال١٠٠٠ نعمة اللي ربي مكرمني فيهم.

 المشاكل حلوة لانها تخليك تستطعم الحياة، تستطعم الصحة، راحة البال و الأمن.

أحاول أذكّر نفسي كل يوم. إذا واجهتني أي مشكلة ، أخذ نفس عميق ، احمد ربي، استعين فيه وأتذكر انه يومي كان ممكن يكون اسوء. إذا حاب تعيد استشعار النعم اللي انت فيها ممكن تجرّب طريقة كل صباح تكتب ٣ أشياء أنت ممنون لربك فيها بحيث تقضي على الشعور السلبي وتتطلع ليومك بشكل أكثر تفاؤل.

عندما لاتهتم بهل تبدو ذكي أم لا

Image Source

أحد الأيام كنت أستمع الى مقابلة على بودكاست اندي هاكر وكان المقدم كورتلاند اللين استضاف جوش كوفمان صاحب الكتاب الشهير The Personal MBA
حدث أن جوش ذكر جملة علقت في ذهني:
not being too concerned about sounding smart

وترجمتها هي:

لاتكترث هل تبدو ذكي أم لا (اذا لديك ترجمة أفضل الرجاء مشاركتها في التعليقات )

ذكر هذه الجملة عندما كان يتكلم عن كتابته لكتاب The Personal MBA . كل مافعله في هذا الكتاب انه قام بتبسيط العديد من مفاهيم ادارة الاعمال بلغة سهلة وسلسة يمكن من غير المتخصصين فهمها.

الاسئلة التالية خطرت في بالي عندما فكّرت أكثر بالجملة:

  • ماذا سوف أغيّر في تصرفاتي لو لم أكن مهتم بظهوري بشكل ذكي أو غير غبي؟
  • هل عدم اكتراثي بكيف أبدو سوف يساعدني أسئل أسئلة أفضل؟ (لأني لاأهتم ماذا كان سؤالي يبدو غبياً ام لا)

أستطيع أن أتذكر عدة مرات لم أسأل السؤال الذي جال بخاطري لأني كنت قلق من كيف سوف أبدو.

الخوارزمي وتحديث أبل الأخير

صورة لأحد العلماء قبل 1000 سنة وهو يحاول تحديث الماك الخاص به

لا أخفيكم أني أشعر بالذنب لعدم استفادتي القصوى من كمية المعرفة المتوفرة بين أيدينا اليوم.

هذا الشعور دعاني أن أن أفكر ماذا لو أحد العلماء السابقين (الخوارزمي على سبيل المثال)  أعيد الى عامنا الحالي (٢٠١٩) هل:

  • هل إنتاجه الفكري سوف يختلف؟
  • هل إنتاجه الفكري سوف يكون أكثر؟
  • هل أثره سوف يكون اكثر لتوفر منظومة الدعم؟

عندي إحساس ان إنتاجه سوف يكون بنفس القدر لوجود تحديات في زمننا الحالي كما كان لزمنهم تحديات مختلفة. 

الوقت الاستراتيجي لشرب القهوة

رسمة لكوب قهوة تقليدي ( لا أحب هذا النوع من الأكواب عموماً)

أتطلع للذة شرب القهوة بداية كل يوم. لحظة إنتشار الكافين في عقلي (الإنتشار في العقل معلومة طبية غير صحيحة على الأرجح) لا يمكن وصفها. اقرب شعور لها هو مشهد اطلاق الأقمار الفضائية. لذة أول كوب تختلف دائماً عن لذة شرب الكوب الثاني. لذلك، اليوم أود أن أتكلّم عن اختيار الوقت الاستراتيجي لشرب القهوة او بالأدق شرب اول كوب( الله يشغلني بطاعته 😁 )

جرت العادة أن أشرب كأس إلى كأسين يومياً من القهوة السوداء المرشحة بدون اضافة الحليب. إذا زادت الكمية عن ذلك أصاب بالصداع خاصة إذا لم أقوم بنشاط بدني يساعدني في تصريف الكافين الذي شربته (الرياضة عموماً تساعدني في تصريف الكافين)

اعتدت شرب القهوة كل صباح بعد الأستيقاظ مع الافطار مباشرة قبل بدء عملي. غالبا، أحاول ان اجعل المهمات اللي تحتاج حضور ذهني في اول اليوم. لكن بعد قراءة كتاب Make Time ، أحد المؤلفين طرح وجهة نظرة مثيرة للاهتمام في اختيار الوقت الاستراتيجي لشرب القهوة. مثلاً، يقترح عدم شربها مباشرة عند الاستيقاظ لأن جسمك يفرز الكثير من الكورتيزول وبالتالي الكافين لايحدث الكثير من الفرق عند ارتفاع مستوى الكورتيزول وبالتالي ينصح بشربها بعد ساعتين من إستيقاظك. رسم توضيحي من نفس الكتاب لأفضل وقت للكافين (كتاب رائع وأنصح بقرائته)

المصدر: Make Time by Jake Knapp and John Zeratsky

وبالفعل استبدلت القهوة بالشاي عند الافطار وأصبحت أشربها حوالي الساعة ال10 صباحاً عندما أشعر بحاجة لدفعة ذهنية أخرى. أحاول أغلب الأيام أن أتبع هذه الطريقة لكني لا أنجح دائماً.

من الأيام التي اشرب فيها قهوة عند الأستيقاظ واتجاهل هذه الطريقة إذا لم انم بشكل جيد الليلة الماضية واريد من القهوة ايقاظي نفسياً. هذا النوع من الأيام لا أعوّل الكثير على طاقتي واحاول أن أستمد النشاط من الرياضة أو الحركة لحين ينتهي اليوم.

هل ممكن نتواصل ونعمل مع بعض مع إننا نختلف؟

فكرة الرسمة مستوحاة من رسمة مشابهة للفنانة ِEva-Lotta Lam

سؤال يتردد ببالي دائماً. هل ممكن نتواصل على مستوى مع اننا نختلف على مستوى آخر؟ هل البشر قادر على تجاهل الاختلاف؟ هل يوجد أمور لابأس فيها الاختلاف وامور تعتبر خطوط حمراء؟

الأمر الذي دعاني إلى التفكير في هذا الموضوع هو عندما كنت أتحدث مع الرسامة ايفا لوتا لام وكانت تذكر قصتها في السفر حول العالم لمدة ١٤ شهر وذكرت كيف انه من خلال رسمها كانت تستطيع التواصل مع أشخاص يختلفون معها جذرياً في العرق، الدين واللغة.

من تجربتي القاصرة في السعودية، أشعر بأني لا أجد تداخلاً واتفاق على مستوى الهواية أو العمل إذا كان فيه اختلاف على مواضيع أساسية (درجة التدين، الشكل إلخ.). مثلاً إذا أنا أريد أن أتواصل معك على مستوى معين لا ينبغي علي أنا اغيٌر مستوى آخر ولا ينبغي عليك أن تتفق معي فيه.

لايكفي أن تكون مشغولا

اليوم أعدت قراءة المقال التالي(Do Something Syndrome: When Movement Trumps Results) وفكرته الأساسية انه احيانا نُشغل أنفسنا لمجرد الشغل بدون التفكير بشكل كبير بالأمر اللي نشغلنا أنفسنا به و يكون الإنشغال لمجرد الإنشغال بحيث نشعر بالتقدم وبالتالي نرضي غرورنا ولا نهتم بربط شغلنا بنتائج يمكن قياسها. يقول المؤلف انه دائماً نشعر اننا بين خيارين وهو أن ننشغل أو لا ننشغل بينما هنالك خيار ثالث وهو أن لاتعمل شيء ولكن نميل لتهميش هذا القرار لأنه لايشعرنا أننا نتقدم.


الفكرة جميلة لكن في نفس الوقت لمّا تكون في مرحلة الاستكشاف ، أشعر أنك تحتاج ان تتحرك وتنشغل بدون ربط انشغالك بأهداف واضحة الغاية فالحركة والإنشغال من رأيي سوف تساعدك في إيجاد المشروع المثالي الذي يستحق الإنشغال.


The next time you feel the urge to do something for the sake of doing something remember what Thoreau said: “It is not enough to be busy; so are the ants. The question is: What are we busy about?”

اقتباس جميل من هنري ديفد ثورو:(:” عندما تشعر بالرغبة في عمل شيء لمجرد العمل تذكر ماقاله ثورو (ليس كافياً أن تكون مشغول، حتى النمل مشغولين. السؤال: نحن مشغولون بماذا؟”)


تشرنوبل وفن رواية القصة

غلاف مسلسل تشرنوبل على HBO

بالأمس أنهيت مشاهدة المسلسل الرائع تشرنوبل. المسلسل من انتاج شركة HBO ويحكي قصة المفاعل النوي الذي انفجر في 1986 في محطة تشرنوبل قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية.

استمتعت بمشاهدة المسلسل. لم أعرف شيء عن هذه الحادثة من قبل وأشعر اني خرجت بمعلومات بسيطة عن الحادثة مع بعض الدراما المثيرة.

جال بخاطري تساؤل عندما أنهيت المسلسل. هذه حادثة رويت بسياق وسرد قصصي معيّن قد يختلف معه أصحاب الشأن، لكن المنتجين والشركة ومن يقف خلف المسلسل استطاعوا نشر القصة بالسياق والرواية التي يرونها.

فالتساؤل هو: هل يجب علينا كأشخاص أولاً ودولة ان نملك أدوات قوية لرواية الاحداث من منظورنا؟ أم ننتظر أشخاص غرباء أو دخيلين يروونها بسياق مختلف ووجهة نظر مختلفة؟

الحادثة مضى عليها أكثر من 30 سنة. ويأتي مسلسل بإخراج ورواية ممتعة بسرد ماحدث للكثير من صغار السن الذين ولدوا بعد الحادثة. (أود ان أعتبر نفسي من صغار السن في هذا السياق 😅 )

متى تتعلّم لوحدك ومتى تتعلّم مع مجموعة؟

صورة من انستجرام Von Glitschka ويظهر فيها بيكاسو هذا القرن

من نعم الله علينا سهولة الوصول إلى المعلومة هذه الأيام وتنوّع طرق اكتساب المهارات. منذ أن تخرجت من الجامعة وطريقتي الأساسية في التعليم هي التعليم الذاتي من خلال الدورات على المنصات المختلفة (Udemy,Udacity,Youtube ) أو من خلال الكتب. مؤخراً بدأت أهتم في تعّلم التواصل من خلال الرسم وكان أول مصدر في التعلم هو كتاب Pencil me in – لكن مهارة مثل الرسم، ترتبط عندي ارتباط ذهنياً أنها مهارة تأتي بشكل تلقائي ولا تكتسب.

في أحد الأيام، شاهدت إعلان لورشة التدوين البصري “سكيتش نوت” للإستاذ بندر سليمان. كانت مدخل جميل لعالم التدوين البصري، وفي نفس الورشة ذكر الاستاذ بندر أن هنالك ورشة سوف تقام في مركز اثراء للفنان Von Glitschka عن التواصل بالرسم لمدة خمسة أيام وهي مخصصة للمبتدئين. لم أسمع ب Von، ولكن عرفت لاحقاً أنه من أشهر الفنانين المختصين بتعليم الرسم وصنع الهويات.

أقنعت زوجتي انها فرصة أن نذهب الى مدينة الخبر ونقضي الاسبوع لكي “حضرتي” أستكشف نفسي 😁. وللأمانة، كانت من أجمل خمسة أيام قضيتها في حياتي. المكان بالطبع كان له دور، المدرّب والزملاء المتدربين.

هذه التجربة أعطتني دفعة معنوية أن استمر وأتعلّم. مشاكل الثقة وشعور “المخادع” انتهى في ذلك الدورة. والآن أرى نفسي قادر على اكمال الطريق عن طريق الدورات أو من خلال الكتب.

فالخلاصة.. أرى أن التعلّم مع مجموعة جميل جداً في البدايات، وبعدها التعلّم الذاتي أفضل طريقة للتقدم واكمال المسيرة