جرت العادة أن طريقتي المفضلة في تعلّم أمر جديد هو انغماسي فيه 200٪ لفترة قصيرة. لاأنكر أن هذه الطريقة ساعدتني كثيراً في حالات مختلفة، لكن مؤخراً شعرت أن ليس هي الطريقة الأفضل لتعلّم بعض العلوم، خصوصاً مؤخراً حيث بدأت أختار بعناية العلوم التي أنوي إستثمار الوقت فيها.
أحاول أجرّب حالياً تخصيص وقت قليل كل يوم لاستهلاك الكتب “الدسمة”. كتب من النوع التي لاتصلح في وقت عشؤائي ولاتصلح قبل النوم لانها فعلياً تحتاج دراسة وتفكير فقررت تخصيص نصف ساعة يومياً من العيار العالي الجودة لمثل هذه الكتب. لايهم هل قضيت النصف ساعة على صفحة أم صفحتين، الأهم اني اخصص هذا الوقت فقط.
الطريقة هذه لاتنحصر على الكتب وإنما تطبق على أمور كثيرة في الحياة. أنصح جداً بقراءة المقالات التالية:
سمعت كثيراً خلال حياتي أن التمرين هو الطريق للكمال والاتقان لكن من تجربتي في تعلّم مختلف الأمور لم أركّز على طريقتي بالتعلّم وبالأخص قضية التمرين المستمر لغرض الإتقان. أيضاً عندما أفكّر في هذا الموضوع أتذكر الجملة التالية:
Practice Makes perfect ( التمرين يصنع الكمال )
لكن السؤال المهم هنا، أي نوع من التمرين؟
في حواري مع ايفا لوتا لام – فنانة بصرية – كانت تتكلم عن كيف أن تكون حاضر بكل حواسك عند التمرين و تلاحظ كيف سرعة القلم تأثر ع شكل الخط وحدّته، كيف تلاحظ أن رسمك للدائرة في إتجاه عقارب الساعة أسرع من عكسها الخ. فتنتبه لكل صغيرة وكبيرة وتسجّل ملاحظات عن أمور يمكنك تحسينها.
كان بينجامين يأتي بأعمال كتابية عظيمة لايمكنه صناعتها ومن ثم يكتب ملاحظات على كل جملة و يترك الملاحظات لعدة اسابيع ومن ثم يأتي ويعيد كتابة القطعة بإسلوبه و يقارن ماكتبه مع العمل الاصلي ويصحح الأغلاط.
بعد مدة أدرك بينجامين أنه يحتاج أن يحسّن بناء الهيكل للقطعة فقام بتدوين ملاحظات على اوراق لاصقة على كل جملة ومن ثم مرة أخرى ينسى هذه الملاحظات ويعود بعد عدة اسابيع وويكتب هذه القطعة بناءاً على ملاحظاته و يقارن عمله بالقطعة الأصلية ويصحح الأغلاط مرة أخرى.
كما ترون جهد كبير يبذله بينجامين لكي يتمرّن ويصنع نظام تحسين مستمر فهو لايعيد كتابة كل جملة، وإنما يركّز بحيث يعرف أين أخطأ وأين يحتاج أن يتطور .
تلخيصي لطريقة تمرين بينجامين فرانكلين
في النهاية لكي تتحسن عليك أن تضع هدف واضح يمكن قياسه.
تعرفت على إدوارد سعيد من خلال الفلم الوثائقي القصير من شركة ثمانية. الفلم قادني لمشاهدة عدة مقابلات لإدوارد سعيد وأبهرتني قدرته اللغوية في التعبير. منذ أن عرفت أنه كتب سيرته الذاتية قبل وفاته تحمّست لقرائتها واخترت أن أقرأها باللغة الإنجليزية كما كُتِبت لدراسة أسلوب الكتابة بشكل أقرب.
أشعر أن الكتاب جاف للإشخاص الغير مهتمين بإدوارد سعيد وفي نشأته الفكرية حيث أنها ليست كبعض السير الأخرى خفيفة ولطيفة مثل “علمتني الحياة” لجلال أمين.
السبب الرئيسي لقرائتي لسيرته الذاتية هو إهتمامي بالظروف اللي أخرجت مفكّر كإدوارد. وددت ان اعرف كيف يمكن لشخص أن يكون بهذه البلاغة؟ ماهو التعليم الذي تلقّاه؟
بعد إنتهائي من القراءة توفّر لدي تصور بسيط عن الظروف التي أخرجت إداورد لكن لم تكن بالتفصيل التي أطمح إليه.
معظم الكتاب يتكلم ادوارد عن طفولته وعن السنين ماقبل دخوله الجامعة وفي الربع الأخير من الكتاب تكلّم عن حياته في التعليم العالي بشكل بسيط. لايوجد نسق واضح في تسلسل الأحداث فأحياناً يتكلم الكاتب عن حياته بتفصيل ممل وأحياناً بإختصار شديد. على سبيل المثال تجده يكتب عدة صفحات يتكلم عن فتاة واعدها عدة سنين و يختصر تجربة زواجه الأولى في جملة واحدة.
لكن عندما أفكّر في الظروف اللي كُتبت فيها السيرة الذاتية أشعر أن كل ماكتب في الكتاب يبدو منطقي. إدوارد رحمة الله عليه توفي عام ٢٠٠٣ و شرع في كتابة الكتاب من عام ١٩٩٤ الى ١٩٩٩ وهو يصارع المرض فأشعر ان كتابته مثل هالكتاب هو تذكّر للماضي الجميل وذكريات تشعره بالسعادة أكثر من سرد للحقائق أو للماضي بشكل متسلسل.
أنوي قراءة كتب أخرى لإدوارد للإطلاع عن كثب على نتاجه الفكري. أراني محتار مرة أخرى، هل أقرأها مترجمة أم بلغتها الأصلية؟
قرأت قبل فترة عن القراءة بالقلم. وهي ببساطة فكرة الكتابة على الهوامش وكيف أن هنالك كتب كاملة ممكن تألف من كتابة بعض الأشخاص على الهوامش (أعتقد لجمال النقاط التي أثاروها الخ.). الفكرة أثارت إهتمامي وبدأت قبل سنة تطبيق الموضوع عند القراءة على الكيندل بحيث أكتب ملاحظات على الجمل التي أتفق مع الكاتب فيها أو أطرح تساؤلات على فقرات معينة.
حالياً أقوم بتجربة مختلفة وهي شعور الكتابة بالقلم عن طريق إستخدام قلم الأيباد مع برنامج books ، التجربة قريبة من الكتابة على الكتاب الورقي ولكن تُفقدك ميزة الوصول السريع للملاحظات.
موضوع الكتابة على الهوامش يتمحور حول التعليق، ربط الأفكار ببعضها البعض ومحاورة الكاتب سواءً في الإتفاق أو الإختلاف حيث أن هذا الجهد سوف يساعدك في تشرّب الكتاب وفهمه أكثر من قرائته بشكل سريع.
قبل أمس قرأت في كتاب “هروبي إلى الحرية” ل علي عزت بيجوفيتش هالملاحظة التالية:
وايضا شين بيريش له مقال مميز عن بذل الجهد المطلوب لكي يتكوّن لديك رأي. فلا أعلم هل هذه مواضيع مختلفة أم نفس الموضوع لكن حالياً احاول قضاء وقت أكثر في التفكير بما قرأت دون الإستعجال و محاولة كتابة الملاحظات.
وكما يظهر في الملاحظة، لم أستطع فهم المقال كاملاً، لكني كتبت مافهمت اليوم وربما غداً أقرأ موضوع آخر مرتبط إرتباط كلي أو جزئي بحيث يمكنني أعود وأضيف لهذه الملاحظة أم أعيد كتابتها وترتيبها بشكل أفضل.
بين فترة وأخرى أضطر للذهاب إلى ماكدونالدز. ليس لإستمتاعي بمذاق ال“بيق تايستي”وإنما أذهب هناك بحثاً عن راحة البال 😅.
الميزة الرئيسية في ماكدونالدز هو إشغال ولدي لبعض الوقت حيث يمكنني القراءة، العبث في جوالي الخ! بعيداً عن المثاليات، لكن كأب أحتاج وقت في اليوم لفعل ذلك (أنا مؤمن بمقولة إهتم بِطاقتك لكي تستطيع أن تهتم بمن حولك)
أيضا يمثّل ذهابي الى ماكدونالدز عند السفر عودة مؤقتة الى منطقة الراحة. بحيث لاحاجة لي لإرهاق عقلي بإتخاذ قرارت عن ماذا آكل وإنما طلب وجبة سبق لي تجربتها ( الحمدلله على نعمه). لاحظت أيضاً أن الكثير من الأشخاص يفعلون المثل عند سفرهم وعندما بحثت عن الأسباب وجدت مقال يذكر أن الأشخاص يزورون ماكدونالدز عند سفرهم لسببين:
مكان يعرفونه جيدا ويذكرهم بالوطن ( الرجوع الى منطقة الراحة)
يستكشفون خيارات ماكدونالدز المحلية في المدينة الجديدة ( اول مرة جرّبت ماكدونالدز في الهند استغربت من برجر الخضار 🤔)
على اليمين مصادر للأمور التي يمكنك الكتابة عنها. أتصوّر ان الكتابة تساعدك في معالجة المعلومة وربما يمكنك معالجتها والتفكير بها بشكل أكبر لو حاولت شرحها لأحد
أحد الأسباب الرئيسية لهذه المدونة هو تناولي لمواضيع لطالما شغلت بالي، بعضها أعرف عنها الكثير و بعضها لاأعرف إلا القشور وبعضها لا أعرف عنها بتاتاً.
بالضبط! هل ماتعرف هو نتائج خبرة عملية أم الإطلاع يندرج تحت المعرفة؟
You can mine your own life, yes. But you can also sympathetically observe other people’s experiences. You can read and research. And you can use your imagination
بالطبع تستطيع أن تنقّب في حياتك الخاصة لكن يمكنك أيضاً ملاحظة تجارب الآخرين، تقرأ وتبحث وتستخدم خيالك – زو هيلير
Write what u want to know
اكتب عن ماتريد معرفته – دان براون
Make the writing process a learning process for you
اجعل عملية الكتابة عملية تعليم بالنسبة لك – دان براون
هذي هي المفضلة بالنسبة لي والتحدي فيها أنها تحتاج وقت لتتعلم ماتكتب عنه. الصراع بين الكمال والإكمال لاينتهي في العملية الإبداعية
Write what you feel
اكتب عن ماذا تشعر به – آفي
Write as if you were a movie camera. Get exactly what is there. All human beings see with astonishing accuracy, not that they can necessarily write it down.”
اكتب كأنك كاميرا في فيلم. تصوّر ماذا يحدث. كل البشر يرون بدقة متناهية لكن ليس بالضرورة الكل يستطيع كتابة مارأى ( أشعر أن هنالك ترجمة أفضل لآخر جملة)
I think you have to do a lot of reading and you have to do a lot of writing, and if you are lucky you’ll eventually find a voice or find a subject matter that you’re passionate about.
أعتقد أن تحتاج تقرأ كثيراً وتكتب كثيراً وإذا كنت محظوظ سوف تجد أسلوبك المفضل أو موضوع تجد فيه الكثير من الشغف. – توم بيروتا
أحد الامور التي تخبرك عن ثقافة أي شركة في العمل عن بعد هي أين يتواجد المدراء التنفيذين في هذه الشركة. فعندما يكون التنفيذين موزعين على اماكن مختلفة حول العالم فهذا دليل أن الشركة لاتهتم بمكانك الجغرافي و أما إذا كان يتواجد جميع التنفيذين في مكان واحد فهذا يعطي إنطباع ان العمل عن بعد في هذه الشركة محدود وأحياناً فيه طبقية.
الشائع في الشركات وخاصة التقنية تمركز التنفيذين في مكان واحد وسبب عملهم عن بعد غالباً القصد فيه التخفيض من التكاليف واحياناً التهرب من دفع الضرائب.
معرفتك لمثل هذه المعلومة قد يساعدك في عملية البحث عن عمل ويساعدك في جواب أسئلة مثل هل بإمكانك صعود السلم الوظيفي في هذه الشركة أم عند مستوى معين تحتاج الانتقال إلى مكان جغرافي معين للترقي في هذه الشركة.
أحد الشركات التي عملت بها حدث أن أحد مؤسسين الشركة يعيش في ميامي والآخر في لوس أنجلوس فبالتالي، لم يكن لديهم تمركز في الإدارة في مكان واحد وسمح لهم هذا النمط إستقطاب الفريق التنفيذي من كافة أنحاء العالم.
تجربة لكتابة ملاحظات باليد بعد الإستماع إلى حلقة بودكاست. إستعملت برنامج Paper لكتابة هذه الملاحظة
المتابع لي على تويتر يلاحظ كثرة مشاركتي لمقالات من موقع Farnam Street وهو موقع أسسّه Shane Parrish لمساعدة الأشخاص إتقان المهارات التي أتقنوها من سبقهم (ترجمة رايحة فيها 😅)
عندما تتصفح الموقع تلاحظ جودة المقالات المكتوبة. الكثير من المقالات هناك تستحق دراسة وقراءة متعمقة لفهمها ومحاولة تطبيقها.
سمعت Shane يقابل عدة أشخاص على بودكاست The Knowledge Project ولكن لم أسمع مقابلة مع Shane بحيث أعرف عنه أكثر. فبحثت ووجدت مقابلة له على بودكاست Metalearn فسمعتها وخرجت منها ب 4 نصائح. هذه المرة حاولت تدوين النصائح بخط اليد باللغة الإنجليزية. ( لا أعلم هل لو دونتهم باللغة العربية مع إستماعي لهم باللعة الإنجليزية سوف أتذكرهم بشكل أفضل أم لا)
كن واعي بقرارتك وأهدافك: هذه الجملة أتت في سياق عندما تقرأ كتاب كن مدرك من هدف القراءة لهذا الكتاب أو عند اتخاذ أي قرار، كن واعيا بالخيار ولماذا إخترت هذا الخيار.
لاتشتري الكتب الأفضل مبيعاً: يتحدث Shane عن طريقته في إختيار الكتب بحيث يحاول تجاهل الكتب الأفضل مبيعاً والتركيز على الكتب التي أصدرت من 30 سنة الى 10 سنين ولاتزال تطبع حتى اليوم. طباعتهم اليون دليل على جودتهم وإستمرار الطلب عليهم. (نظرية أعجبتني وسوف أحاول تطبيقها)
الوقت هو كل شيء عند قراءة الكتاب: أتت في سياق ان بعض الكتب تقتنيها ومن ثم تنشغل بموضوع أهم أو تنشغل بمواضيع أهم في وقتك الحالي. فلاتنزعج من عدم إكمالك للكتاب وربما الرجوع إليه بعد عدة سنوات. يوجد الكثير من الكتب الجميلة التي ربما لن تعجبك لإنه لم يحين الوقت المناسب في حياتك لقرائتها. (كتبت تدوينة عن هذا الموضوع)
مراجعة في نهاية السنة: تعوّد Shane أن يأخذ بعض الأيام للتفكير في نهاية كل سنة، بالتحديد يفكّر بالأمور التي يود أن يعمل المزيد منها والأمور التي لايريد العمل المزيد منها (اذا كان الخيار موجود طبعاً)
أفكّر في ترجمة هذا الدليل لكيف تقرأ أفضل. إذا رغبت في المساعدة الرجاء مراسلتي على تويتر
في الأسبوع الماضي قرأت مقال كيف أن بعض الشركات في طوكيو تنوي جعل الموظفين يعملون عن بعد في طور التجهيز لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 والتخفيف من الازدحام المروري.
جميل أن نرى بوادر إستخدام نمط العمل عن بعد و مزعج قليلاً أنه نمط يلجئ إليه أوقات الحاجة ( لكن أي شيء أحسن من لاشيء 😃)
الأمر المهم عند النية في تجربة هذا النمط أن تكون الأدوات والثقافة موجودة قبل الشروع في التجربة. مثلاً، اذا كانت كل الاجتماعات تتم وجهاً لوجه، لاتعتقد بين عشية وضحاها أن جميع الأشخاص سوف يتأقلمون مع الإجتماعات الصوتية أو المرئية.
أيضاً لابد من فهم من ثقافة المكان قبل الشروع في التحوّل للعمل عن بعد. هل المكان يعج بسياسة المكتب المفتوح بحيث تتم الإجتماعات بشكل عشوائي والاتصالات اللحظية؟ أو الجميع يستخدمون التقويم لجدولتهم يومهم ومكالماتهم؟
من وجهة نظري أن التقويم هو العمود الأساسي لنجاح العمل عن بعد. المحادثة المباشرة والغير مخطط لها مناسبة لحالات معينة، ولاتكون هي الأساس.
أيضاً ماهو العرف في المحادثات الكتابية والصوتية والمرئية؟ هل الجميع مطالبين بفتح الكاميرا؟ أم يعتمد على نوعية الاجتماع؟
أمر آخر هو تجهيز الموظفين نفسياً، الكثير منّا لايناسبه العمل من البيت، فماهي الخيارات الآخرى؟
العمل عن بعد إذا نفّذ بشكل مدروس، أعتقد أن عوائده النفسية والمادية على الشركة والإقتصاد سوف تكون واعدة.