مذكرات رحلتي الى سيرلانكا

أحببت أن أشارككم مذكرات رحلتي الى سيرلانكا.  من الجدير بالذكر أن هذه المذكرات ليس دليل سياحي لسيرلانكا كما و ليست عن ما يمكنك القيام به في سيرلانكا، مجرد مذكرات رحلتي الى سيرلانكا في يوليو ٢٠١٦ الموافق ١٤٣٧.
شهر يوليو ٢٠١٦، الطقس حار. وكانت لدي مهام تمنعني من أخذ إجازة ففكرت أن أذهب لمكان لمدة اسبوعين و انجز عملي من هناك.
لا أخفيكم سراً لم أختر سريلانكا لاني كنت مغرماً بتاريخها العظيم، ولم اختارها لأني أريد أن أقف على مابعد   الحرب الأهلية. لكنها في الحقيقة كانت ارخص تذكرة طيران من أقرب مطار كان بقربي 🙂 ولا تحتاج إلى تأشيرة.
كان لدي شرطان، مكان بارد لايحتاج الى فيزا ، رخيصة وتكون قريبة بحيث لا تتعدى الرحلة خمس ساعات.  أوروبا ليست ضمن خياراتي لكثرة السياح هناك،  كنت بالبداية مهتم بالنيبال، لكن لأن أغلب الناس الذين يذهبون لها يهتمون بالرحلات الجبلية، فواجهت صعوبة فى الاستعلام عن جودة الإنترنت هناك وما إذا كانت مناسبة.
 فكانت سيرلانكا هي الحل،صممت برنامج الرحلة  من عدة قراءات للموقع الشهير  Reddit و سبريديت اخترت منها طريق معين. وكنت أحاول أن أقلل من التنقل لأكثر درجة ممكنة. اصدرت الفيزا من خلال الانترنت وكلفتني حوالي ٣٠ دولار.
قمت بالطيران  مع الخطوط الجوية القطرية و السريلانكية وكانت التجربة جميلة كون كلتا الخطوط يقعان في نفس الاتحاد.
وصلت صبيحة يوم الثلاثاء الى Negombo وهي بلدة يقع فيها المطار، يعتمد أهلها علي الصيد. لايوجد فيها شيء يذكر حيث أن المسافرين عادةً ينامون فيها  قبل الانطلاق الى ارجاء سيرلانكا الأخرى. يوجد مشكلة في سيرلانكا، أن المواصلات مرهقة حيث لايتوفر مطار داخلي. فلكي تذهب الى اخر الجزيرة أو المنطقة التي ترغب بالذهاب اليها تحتاج ٥-٦ ساعات. سواءاً كان بالسيارة أو القطار.  وصلت Negombo  فاستقبلني سائق المنزل وتوجه بي إلى مقر اقامتي الذي حجزته عن طريق Airbnb. لما وصلت للمنزل، راقني المكان وهو عبارة عن شاليه يتكون من صالة /غرفة نوم ومطبخ وحديقة خاصة به.
Image result for negombo
صورة لمسكني في Negombo
أول وجبة تناولتها في سيرلانكا من صنع صاحبة المنزل. عبارة عن بيض و عدس
عندما وصلت أول شيء قمت به هو اختبار سرعة الانترنت لكي أطمئن 🙂 فكانت الدهشة أن سرعة الإنترنت كانت تصل إلى ٦ ميغابت عبر خطوط الهاتف Adsl.
قضيت بقية اليوم محاولاً تعديل نومي، حيث كانت الفترة بعد رمضان والنوم متقلب. بعد العصر، ذهب بي السائق لاشتري بعض الأغراض، ومررنا ببائع فاكهة على الطريق.  لفت نظري  توفر الموز الأحمر و الموز الأصفر، بدر إلى ذهني أن الأصفر ألذ من الأحمر وهو ما اعتدنا عليه، لكن اتضح ان الموز الأحمر الذ من الموز الأصفر.
صورة منقولة – ليست من تصويري
بعدها ذهبت لشراء  شريحة جوال مع بعض البيانات. العرض كان مغري,  تحصل  على  ٥ جيجا بايت في أوقات النهار و٥٠ جيجا في الليل ب ٤٠ ريال والسرعة كانت ممتازة!
عدت في العصر و مارست بعض التمارين مقاوماً النوم.  بالمناسبة، يعرف عن سيرلانكا انها مقصد لممارسة اليوغا، لا أعرف لماذا؟؟
في الليل تناولت طعام العشاء، كانت أول ليلة مخيفة نوعاً ما كوني نائم في وسط غابة. من ناحية الأصوات ومن ناحية الحشرات التي تشاهدها،  اعتقدت أن لها  علاقة بنظافة المكان، لكن تبين لي انه هذي طبيعة الاماكن الاستوائية وانها لاتخلو من هذه الحشرات.
عشاء أول ليلة، كان مصنوع في المنزل، سمك ورز البيض. أكلته لسد الجوع.
استيقظت قبل الفجر وجهزت بعض القهوة وبدأت بعملي على بركة الله في الحديقة.الجو كان جميل لكن أزعجني البعوض بحيث منعني من التركيز في عملي. بعدها ذهبت ماشياً استطلع المدينة على قدمي.
بدأت من الشاطئ وكان لايبعد دقيقة او دقيقتين عن السكن.  الشاطئ تملأه القاذورات لكن صوت الموج ينسيك المنظر.
وبدأت بالمشي والمشي حتى صادفت المقهى الشهير كافي بينز. وهنا حدث ما لم أصبو إليه، في هذه اللحظة تشبثت باسلوب الحياة العصري والرغبة في عدم مغادرة منطقة الراحة  :$
بعدها اتصلت بالسائق لأخذ جولة في Negombo. من الأشياء التي لاحظتها تعدد الطوائف الدينية وتداخلها في المدينة فبكل سهولة بامكانك أن تجد المسجد بجانب الكنيسة. هذي فكرة عن تنوع ديانة سكان Negombo
Source: Wikipedia
قام السائق باصطحابي إلى سوق السمك وسبحان الله أعتقد أن الأعمال المتعلقة بصيد السمك هي من أصعب الأعمال سواءاً من صيد أو بيع وتنظيف الخ..  الجديد كان بالنسبة لي رؤية بعض الأسماك التي لم اعتد مشاهدتها، مثل التونة.
كيلو سلاحف يالذيب؟
اعتدت في صغري على مشاهدة جزيرة الكنز وتخيلت أن عمل القرصان رائع لكن عندما ذهبت في رحلة صيد في ينبع لمدة خمسة ساعات علمت أنني لست من عشاق البحر.
فاكهة موسمية أهداها لي السائق
ومن ثم عدت الى المنزل للعمل وهذا مافعلته باقي اليوم. خرجت للغداء بعد العصر في مطعم ونزل عائلي.
تكلفة هذه الوجبة كانت حوالي ٢٠ ريال
من اليوم التالي،  بدأت عطلتي الأسبوعية، فكنت أخطط التوجه الى Ella  والطريق اليها بواسطة القطار يستغرق ٦ ساعات. فقررت التوقف والنوم في Kandy ومن ثم اكمال الطريق الى Ella. عدة أسباب أدت الى اختياري  التنقل بواسطة القطار:
تقارب المدة الزمنية مقارنة بالذهاب بالسيارة
المناظر اللي يمر فيها القطار جميلة جداً
السعر) أقل من ١٠ ريال لقطار مدته ٧ ساعات)
فتوكلت على الله وذهب بي السائق الى محطة مدينة Gampaha بحيث استقل القطار مباشرة من هذه المحطة عوضاً عن الباص من Negombo  إلى Columbo ومن ثم اخذ القطار من هناك.
الطريق من Negombo إلى  Gampaha زراعي  مليء بمحاصيل الأرز. متعة ركوب الريكشا لا تضاهيها متعة خاصة عندما يكون الجو غير ملوث.

محطة القطارات
اشترى لي السائق التذكرة وأشار إلى المنصة التي لابد أن انتظر عندها. الإعلانات للقطار كانت غير واضحة، فانتهى بي المطاف مستقلاً قطار آخر. لحسن الحظ قطاري الذي كان يجب أن استقله كان يمر في نفس المحطة التي نزلت عندها.
الامر الاخر، يبدو أن السائق اشترى لي التذكرة التي تخولك للجلوس في أي مقعد في حالة وجود مقعد فارغ أو تظل واقفاً، وهذا ماحصل. انتهى بي المطاف واقفاً كل ال٣ ساعات إلى كاندي.

منظر يتكرر في القطار، لاأعلم هل هو ربيان مجفف أم ماذا.  حقيقة، لو أعلم أنه لن  يصيبني مكروه، لربما قمت بتجربة الاكل.  لم يكن لدي أي اعتراض على الطريقة والوضعية التي يباع فيها ????
وصلت إلى Kandy وكنت قد قررت المكوث فيها لمدة ليلة كمحطة عبور إلى Ella. يوجد حولها العديد من النشاطات ، لكن لم يكن لدي متسع من الوقت.  اصطحبني من المحطة سائق ارسلته مضيفتي. عند الوصول إلى منزلهم. سبحان الله استقبلوني بحفاوة وشعرت أني وجدت أمي الثانية في سيرلانكا! كان الوقت حوالي الظهيرة فطلبت مني الذهاب لأخذ قسط من الراحة لحين يتم تجهيز طعام الغداء.
صورة غرفتي المتواضعه والتي تكلفتها حوالي ٤٠ ريال يوميا مع وجبة الإفطار 🙂
صورة لغداء المنزل اللذيذ جداً
تحدثت مع مضيفتي وزوجها عن رغبتي في  الذهاب غداً الى Ella باستخدام القطار وعن إمكانية حصولي على مقعد خاص بي نظراً الى اني  لااريد الوقوف مرة أخرى طوال الرحلة.  من محاسن الصدف ان زوج مضيفتي كان يعمل ماموراً في عدة محطات للقطار طيلة حياته. حسب مافهمت، ان هذا العمل له منزلة خاصة في هذه البلدة. البيت كانت تملأه بعض اللوحات التذكارية لفترة عمله في القطارات.
صورة لمأمورين القطارات ويظهر بينهم مضيفي في المنتصف
من مزايا الحظ، كعرفان لمأمورين القطارات المتقاعدين، يحق لك الحصول على تذكرتين يومياً لمقاعد مؤكدة. خلال اتصال واحد، التذكرة كانت جاهزة في متناول يدي 🙂
لعلي اتطرق هنا لبعض الاسباب التي تجعلني أفضل السكن مع عائلة أو في النزل. حدث أنه عندما قدمت للبيت  بعض القردة دخلت بين سقف المنزل وبين المبنى (السقف من خشب ) وقامت أكرمك الله بالتبول فحصل بعض التسريب لبعض غرف المنزل ( قاموا بالتأكيد أن غرفتي ليست من بينهم ???? ) فعندما حضرت إليهم كانوا مشغولين مع العمّال في إصلاح السقف. مثل هذه القصص والتجارب لا يمكن خوضها عند اقامتك في فندق فاخر.
صورة شرفة البيت
في العصر وقبل المساء حدثني زوج مضيفتي عن أكبر احتفال يحدث في Kandy. نظراً لمحدودية قدرة التواصل بيني وبينه. طلب مني الجلوس في الصالة وأحضر شريط فيديو يتكلم عن ما يقصده. واجه بعض المشاكل التقنية في تشغيل الفيديو لكنه قام بمناداة ابنته لتصلحه. مقدار الحماس وهو يحاول تشغيل الفيديو لايوصف، شعور جميل . هذا فيديو للاحتفال اللي حدثني عنه زوج مضيفتي. (مختصر ويظهر لقطات مختلفة من الاحتفال)

سألتني مضيفتي عما أشتهي للعشاء فطلبت منها حساء بحيث انام خفيف المعدة استعداداً لرحلة الغد.
استيقظت في اليوم التالي وكان الإفطار عبارة عن طاقة هائلة استعداداً لليوم الطويل
الخبز يدعى Naan مقلي بزيت جوز الهند،عدس و Naan محشي تونة (عندي اعتقاد ان سمك التونة له مفعول خاص في وجبة الإفطار)
ذهبت الى المحطة وهناك لاحظت كثرة أعداد المسافرين الأجانب،  بعض منهم يحمل لوح التزلج على الماء، فيما بعد،  علمت أن الكثير من السياح يأتون لسيرلانكا لتعلم وممارسة هواية التزلج على الماء. وهي رياضة أنوي تجربتها بإذن الله. عندما كنت أنتظر القطار بحثت عن مقعد فارغ وسألت أحد الجالسين عن ما إذا كان المقعد الذي بجانبه فارغ، فقال انه محجوز لك (يعني انا) فاستحسنت رده وجلست بجانبه. تجاذبنا بعض أطراف الأحاديث واتضح لي انه اسرائيلي من فلسطين المحتلة وهو يسافر منذ ١٠ أشهر في شرق آسيا. وهو مصاب حالياً في قدمه وذلك يمنعه من ممارسة هواية التزلج على الماء. ذكر لي أنه خائف من العودة إلى روتينه التقليدي لأنه اعتاد على الحل والترحال طيلة العشرة أشهر السابقة. جاء القطار وافترق كل منا ليذهب إلى مقصورته.
منظر عشوائي بين المحطات. الغزل السريلانكي
صورة لأحد محطات القطار
في القطار المشروب الوحيد الذي تقل فيه نسبة تسممك. حليب وشاي / كرك
صورة لمأمور القطار. يروقني زيهم!
وتعتبر الرحلة من Kandy إلى Nuwara Eliya مليئة بالمناظر الخلابة. بالنسبة إلى Nuwara Eliya تعتبر من المناطق الباردة في سيرلانكا وكان الإنجليز يحبون قضاء الوقت فيها للهرب من الحر أيام الاستعمار. أيضاً، حسب ماسمعت انها مقصد شائع للسياح الخليجين.

رافقني في رحلتي الى Nuwara Eliya هذا الزوج اللطيف. ذاهبون لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في منتجع في Nuwara Eliya.
في الرحلة من Nuwara Eliya الى Ella انضم الى المقطورة مجموعة سياح من الصين. كانوا شباب وشابات لايتعدى عمرهم اثنين وعشرين عاماً. كانوا  في رحلة في أرجاء سيرلانكا. اختلاطي بالشعب الصيني محدود، لكن كان انطباعي أنه من  الصعب التواصل معهم. لكن هذا لم ينطبق على هذه المجموعة بحيث كانوا يتكلمون الانجليزية بطلاقة وباللهجة الأمريكية مع العلم انهم مقيمين في الصين.
وصلت بحمدالله الى Ella مقصدي النهائي في هذه الرحلة ووجدت مضيفي من Airbnb ينتظرني.  كان مشوارنا من محطة القطار إلى المسكن لايتعدى الثلاث دقائق ولكن لم أستطع تكوين صورة مناسبة عن القرية. وصلت للمسكن و وضعت أمتعتي. كنت قد حجزت هناك ليلتين وذلك لأني لاأعرف هل هذا المكان سوف  يروقني أم لا. على أي حال،   كنت اتضور جوعاً فطلبت من مضيفي احضار الغداء فذهب واحضر لي بعض الدال وخبز النان
عندما وصلت قمت بتفحص سرعة الانترنت فوجدتها لاتتجاوز ال٣٠ كيلو بت! فطلبت من مضيفي النظر في الموضوع بحيث اني اعتمد اعتمادا كليا على جودة الإنترنت. فذهب وقام ببعض الاتصالات ومن ثم طلب مني فحص السرعة مرة أخرى، ففعلت ذلك وكانت النتيجة أن السرعة أصبحت ٣٠ ميقا بت !
فاتضح أن مضيفي انتهت بياناته المسموح بها ولذلك تباطأت سرعة الانترنت لديه.
بعد ذلك قضيت باقي اليوم في الغرفة انجز بعض الاعمال على الحاسوب و حضور بعض الاجتماعات عن بعد. كان يوماً مرهقا فنمت مبكراً. ومن هنا تباطأ روتيني من حيث أنه راقني المكان واردت ان انجز الاعمال واستفيد من الوقت.
استيقظت في الصباح الباكر وصليت الفجر ومن بعدها ذهبت للجري لاستكشاف القرية.
مسكني في Ella يطل على معلمين شهيرين. نستعرضها في الصور التالية:
Ella Rock Source: yamu.lk
Little Adam’s Peak Source: for91days.com
عندما عدت من جولتي الصباحية، وجدت مضيفي قد أعد وجبة الإفطار
اذكر اني لم اشرب القهوة في سريلانكا للذة الشاي. انهيت افطاري  وبدأت بالعمل. طبعاً في Ella تباطأ برنامجي وتحول إلى روتين نوعاً ما نظراً لاني كنت اعمل على بعض المشاريع، فكان روتيني أن أخرج في الصباح الباكر لممارسة الرياضة والعودة قبل الساعه ٩ ومن ثم أخذ فسحة  للغداء.  راقت لي Ella كثيراً لانها  صغيرة جداً ويمكنك التنقل بسهولة على الأقدام، الناس لطفاء، الجو رائع، ليس بالحار ولا بالبارد، فبامكانك النوم مرتاحاً بدون مكيف.
٣٧٠٨
سكة القطار
فيديو يظهر فيه القطار يمر بقرية Ella

وجبة الغداء في مركز القرية
في الليل اعدت لي ابنة أخ مضيفي العشاء وهو ٦ أنواع مختلفة من الـ Curry
مسكني يحتوي على ٣ غرف مشتملاً على غرفتي، واستمتعت في وقت العشاء بالحديث مع جيراني في السكن. زوج من جزر الكناري.  جاءوا ليقضوا شهر العسل في سريلانكا وكانت العروس قد أحضرت فستان زفافها لتتصور مع سكة القطار.
في الصباح الباكر وعند  الساعة السادسة صباحاً اتفقت مع مضيفي أن نذهب لتسلق  Ella Rock حيث أن الطريق لتسلقها ليس سهل وربما تتوه. الرحلة تستغرق ثلاث ساعات- خمس ساعات تقريباً على حسب لياقتك البدنية 🙂
فيديو وانا الهث 🙂

ارشادات الطريق الى Ella Rock
صورة مع مضيفي. بالمناسبة، يقيم Super Host في Airbnb
للامانه الطريق كان شاق مع العلم أنني  كنت  مواظب على الرياضة إلى حد ما.  لكن كما نقول بالعامية  “طلعت ريحتي” وبات صوت انفاسي واضح للجميع.  بالنسبة إلى مضيفي،  ما شاء الله يمشي بخفة وعمره قد تعدى الاربعين، لكن كما يقولون التدريب يؤدي الى الاتقان.
كنا أول من وصل إلى القمة في هذا اليوم  لأننا خرجنا في وقت مبكر لأن مضيفي “ذيب”.
صورة من أعلى القمة
في طريق العودة استغلينا أن سكة القطار فارغة – Like a boss
من الأمور التي تحفز في هذه الرحلات اذا شاهدت شخص كبير في العمر وهو يحاول جاهداً أن يمشي ويصل إلى القمة، فيعطيك دافع غير طبيعي.
الإفطار عند العودة
أكثر ما يزعج في سيرلانكا هو كثرة الكلاب
عندما عدت من الرحلة تذكرت اني قد حجزت ليلتين فقط في هذا المسكن ، فطلبت منه التمديد، فهنا كانت المفاجأة عندما اخبرني انه  لايستطيع لان مكانه محجوز!ماذا! لم أصدق لأني اعتدت على المكان والان احتاج الى بديل 🙁 . حسبنا الله ونعم الوكيل. لكن، هذه عاقبة المرونة المبالغ فيها في تخطيط الرحلة.
عندما حان فترة راحة الغداء حاولت البحث عن غرف في الجوار ولم اجد شيء يروق لي، خاصة أنني سكنت في مكان من افضل الاماكن في Ella. فقمت ببحث سريع وقررت استئجار غرفة من Airbnb عند عائلة يعمل والدهم في مشفى القرية.
وجبة الغداء. دجاج مطبوخ في ورق الموز.
لان كل Ella يعرفون بعضهم، قام مضيفي بمكالمة العائلة الجديدة وطلب منهم المرور لاصطحابي إلى المسكن الجديد. فجاءت زوجة صاحب العائلة الجديدة و اصطحبتني، لم يبعد المكان كثيراً عن المسكن الاول، الا انه كان أعلي وكان يطل على سكة القطار. بحيث  يمكنك سماع القطار عند مروره. مسكن العائلة متواضع لكن كان يتوفر فيه اللوازم الرئيسية مثل المياه الدافئة والانترنت.
أيضاً،  موقع منزلهم من حيث  الإطلالة كان جميل جداً نظراً لأنه في أعلى الجبل، لكن الوصول اليه شاق بعض الشيء. اذكر اني عندما كنت أعمل في الليل على شرفة المنزل، تجمعت علي العائلة لتنظر ماذا افعل على الحاسوب، كان منظر جميل يتسم بالبساطة والفضول.
إفطار الصباح من شرفة المنزل
٣٧٦٢
في الصباح تناولت إفطاري  مع من في الغرفة التي بجانبي والتي يقطنها  زوج من السويد. أخبروني أنهم ذاهبون إلى حديقة Udawalawe المشهورة بالفيلة. وهنا تلاحظ عند تخطيطك للذهاب الى سفاري وحديقة هو انه أولاً اختيارك لنوعية الحيوانات التي تريد مشاهدتها ومن ثم اتخاذ القرار لأن كل سفاري متخصصة في نوع من من الحيوانات.
استمتاع في المنظر وأنا أعمل
في اليوم التالي وجدت غرفة أخرى عن طريق Booking وأحب أن  أذكر هنا أن في سيرلانكا Booking أشهر من Airbnb وخياراته أوسع ويحتوي على كل الخيارات من مساكن في المنزل وفنادق.
تكرر نفس الأمر، بحيث أن صاحب المسكن الجديد يعرف صاحب المسكن الحالي وبالتالي قام بأصطحابي للمسكن الجديد 🙂
٣٧٧٠
شرفتي
شرفة المسكن الجديد
كانت فرصة مناسبة أنني غيرتي مسكني بحيث ذهبت إلى الطرف الآخر من القرية حيث الإطلالة تكون على مزارع الشاي. صاحب المسكن شاب في الثلاثينات من عمره يقوم بتأجير غرفتين وهو في صدى إنشاء الثالثة. يكون متواجدا طيلة اليوم ويقوم بالطبخ وتحضير الطعام وحتى ايصالك على الدباب لو احتجت. كان يعمل  لديهم شاب اسمه سمير، أمضى جزء من حياته في قطر كطباخ عند أحد العوائل المالكة على حسب كلامه. كان يسألني ما إذا كنت ارغب بتناول “مجبوس” ????
غرفة المسكن الجديد
ذهب في المساء لاعمل من وسط القرية في مقهى مشهور (لايوجد الا مقهى واحد اصلاً :D)
٣٧٢٦
في طريق العودة إلى المسكن، جولة بين مزارع الشاي.
طريق العودة من المقهى الى المسكن
من اليوم التالي كان لدي اجازة فقررت الذهاب الى السفاري والتي تبعد حوالي ساعتين – ساعه ونصف فنصحني صاحب المسكن أن استقل الباص بحيث أنه يعد  أجدى طريقة للوصول، فتوكلت على الله و استيقظت في صباح الغد ذاهباً الى السفاري
ذهبت الى وسط القرية وركبت الحافلة حوالي الساعة السادسة صباحاً،  كان مزدحما الى درجة اني كنت متمسك بالباب. السائق كان يقود بسرعة عالية في منحدرات مرتفعة. حينها قمت بالتشهد ، مع الوقت مكاني تغير نظراً لنزول بعض الركاب وصعود البعض وصرت اقرب للسائق، الركاب كانوا ملتصقين ببعض ولا أحد يكترث.
فيديو يصف المنظر

كانت تجربة مختلفة بحيث عشت كيف أهل القرية والقرى المجاورة يذهبون إلى أعمالهم ، في منتصف الطريق توقف سائق الحافلة بشكل مفاجئ، بحيث حسب ماشاهدت، كان يريد تغيير الكفر الاحتياطي.
على أي حال،  بعد مشقة وتغير وسيلة التنقل أكثر من مرة وصلت الى السفاري، وشاهدت هذا الكائن اللطيف
للامانه توقعت الفيل أضخم، لكن على مايبدو هذا حجم  الفيلة السريلانكية والضخامة هي من صفات  الفيلة الافريقية.
بحيرة صناعية داخل السفاري
هنا البحيرة التي تتجمع عندها الحيوانات، في سيارة الجيب الواقفة  بجانب البحيرة يوجد باحثة آسيوية من جامعة أمريكية تأتي كل يوم من مطلع الصباح إلى الغروب لدراسة سلوك الفيلة.
خرجنا من السفاري ووجدت شخصا ذاهباً إلى Ella فركبت معه. وفي الطريق توقفنا في مطعم محلي لعائلة، لا تنخدع بالصورة، فالمطعم نظيف ????
عدت من الرحلة وبصراحة تجربتي في الباص كانت اكثر متعة واثارة من تجربة السفاري ????
في المساء،  أحببت أن أقوم ببعض التغيير واجرب بعض المأكولات السريعة
استيقظت في اليوم التالي بحيث كان هو اخر يوم لي في Ella وأمامي رحلة مدتها ٩ ساعات الى Negombo
الإفطار الأخير في  Negombo
وركبت القطار متجهاً الى Negombo
مزارع الشاي
صورة تبين كيف أن أبواب القطار مفتوحة عند السير

كنت في مقصورة  الدرجة الثانية – وكانت  المقطورة مليئة بمجموعة تتكون من ثلاث عوائل قادمة من هولندا. كان الجو ممتع والجميع مستمتع بمناظر القطار.
طبعاً هناك أمر لابد أن تعرفه عن القطار السريلانكي. أبواب القطار لاتغلق، بمعنى أنه أثناء سير القطار يمكنك فتح الباب والقفز أو فتح الباب والجلوس على عتبة الباب، وهذا مايفعله الكثير من السياح والسكان المحليين.
في عمق الهدوء، سمعنا صرخة مدوية من شاب هولندي عمره ١٨ عاما يقول “أوقفوا القطار .. أوقفوا القطار” وكان السبب انه فتاة من المجموعة الهولندية سقطت من القطار. كيف سقطت؟ حدث أنها أمسكت الباب وحاولت التقاط “سيلفي” وظهرها مائل إلى الوراء ولم تنتبه إلى لافتة معدنية بجانب سكة القطار التي اصطدمت بها واسقطتها. لايمكنني نسيان  منظر انهيار والديها عندما تلقوا الخبر.
توقف القطار خلال ثواني، ونزل السكان المحليين يبحثون عن الفتاة و لانه لم يتوقف القطار بشكل مباشر والأرض مليئة بالوحل،  استغرق البحث بعض من الوقت لإيجاد الفتاة. في النهاية، وجدوها مضرجة بالدماء فأحضروها على نقالة. سبحان الله لم يبقى لهم  إلا  خمسة عشر دقيقة حتى ينزلوا في المحطة التالية لكن في لحظة،  تغير الحال من فرح الى حزن.
خيّم البكاء على أرجاء المقطورة بقية الرحلة. ولك أن تتخيل، كيف الله يبدل من حال إلى حال و من فرح الى حزن.
وصلت الى Negombo وذهبت لاقضي ليلتي الاخيره في بيت أسرة يعمل والدهم في قطاع السياحة. عندما وصلت استقبلتني صاحبة المنزل وابنها الذي يبلغ اثنا عشر عاماً. من حديثي مع الابن تبين لي أنه يدرس في مدرسة عالمية و الانجليزية هي اللغة الرئيسية. فبالتالي، لغته الأم Sinhalese ضعيفة ويجيد التحدث فيها دونما الكتابة. المنزل  فاخر ونظيف. العائلة تسكن  في الدور الأول والضيوف يسكنون في  الدور الثاني.
راقت لي ألوان الغرفة
في اليوم التالي شاركت الفطور مع شاب وصديقته من سويسرا. كما تشاهدون في الصورة التالية،  الإفطار غربي، وقد كنت اتمنى ان يكون سريلانكي 🙁 ذكرت لي مضيفتي أن الضيوف لا يفضلون الفطور التقليدي).
في اليوم الأخير وقبل توجهي للمطار ذهبت للمشي على الشاطئ،  وكان هنالك سبحان الله منظر غير اعتيادي، سمكة على الشاطئ وقد لفظها البحر.
تكاليف الرحلة
هذا بيان تفصيلي لتكاليف الرحلة الى سيرلانكا. شامل كل المصروفات من لحظة خروجي وعودتي الى المنزل. الرحلة دامت عشرة أيام تقريبا.
بيان تفصيلي:
التصنيف
السعر (ريال سعودي)
السكن
1108.9
ترفيه
57.61
الاكل
302.24
متفرقات
170.98
المواصلات
2289.46

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *