تجربتي مع التواصل اللاتزامني

قررتُ منتصف عام 2019 أن آخذ إجازة طويلة؛ لذا قدمت استقالتي من عملي وسافرت وأسرتي إلى أوروبا وشمال أفريقيا. ثم في مارس 2020 قررت أن أعود إلى سوق العمل (توقيت جيّد 😃). كان حال بيئة عملي الجديد كحال أي بيئة عمل تقليدية في أي مكان حول العالم بشكل عام وفي الرياض بشكل خاص، كانت تلك البيئة المكتبية التقليدية التي تتطلب منك الحضور بشكل يومي إلى مقر العمل والبقاء هناك ضمن ساعات العمل الفعلية. لكن جائحة كورونا سبقتني إلى مكتبي؛ فقد أبلغتنا الشركة بوجوب العمل من المنزل بسبب ظروف الجائحة. 

كانت وظيفتي في البداية أقرب ما تكون إلى المستشار؛ حيث كنت أعمل مع فِرَقٍ ومشاريع مختلفة، وكنت اتواصل كتابيًا من خلال برنامج (Microsoft Teams) كلما سنحت لنا الفرصة بذلك، لكن للأسف كان التفاعل بهذه الطريقة ضعيفًا؛ لأن الثقافة السائدة هي المكالمات الهاتفية والاجتماعات المرئية. حاولت إنشاء القنوات المختلفة (Channels) باستخدام برنامج (Microsoft Teams) لتلقي التحديثات حول مشاريع معينة وتقليل الاجتماعات قدر المستطاع، لكن هذه الطريقة أيضًا لم تلقَ تفاعلًا من الفريق.
قد تتسائل: لماذا كنت أحاول نشر هذه الثقافة؟ ما هي مشكلة التواصل المرئي والصوتي؟ لا أختلف معك أن التواصل المرئي والصوتي مهمان، ولكنهما محدودان. إذا افترضنا أن لديك 8 ساعات للعمل كما هو متعارف عليه في جميع الشركات، وإذا اعتبرنا أن 4 ساعات من هذه الساعات هي اجتماعات مرئية وصوتية، يتبقى لك 4 ساعات فقط للعمل، التفكير الإبداعي، الرد على البريد الإلكتروني، التعليق على المستندات… إلخ، طبعًا دون أخذ الاستراحات وتناول الوجبات بعين الاعتبار.

لم تكن هذه مشكلتي الوحيدة مع التواصل الصوتي، فأنا أرى أنه غير قابل للتوسع، أي أنك محدود بفئة معينة لتتواصل معها. أما التواصل الكتابي فإنه يُمكّنك من السؤال عن 10 مواضيع في نفس الوقت، إبداء رأيك في أي موضوع تشاء… إلخ. فميزة التواصل الكتابي أنه يعطيك الوقت الكافي كي تفكر إذا احتاج الموضوع للتفكير، مثل بعض القضايا في العمل والتي لا يمكن البت فيها في اجتماع لحظي، بل على العكس تمامًا تحتاج إلى أن تتخمر في عقلك لبعض الوقت حتى تصل إلى أفضل الحلول.

في شهر يوليو تغيّر دوري وأصبحت أُدير المنتجات وأُشرف على فريق مكون من 35 شخص. أما عن ثقافة التواصل في الشركة، فهي تعتمد بشكل رئيسي على التواصل اللحظي الصوتي، أي على الاجتماعات؛ لذا قررت أن أجرب التواصل الكتابي مرة أخرى من خلال برنامج (Microsoft Teams). 

كانت حالة التغيير والهيكلة في الإدارة هي التحدي الرئيسي في ذلك الوقت، وكان لدينا أهداف لابد من تحقيقها، وقد سمح لي التواصل الكتابي كمدير من الإطلاع على الكثير من الأمور وتعلُّم التفاصيل التي تمكنني من اتخاذ القرارات المناسبة، بالإضافة إلى المحافظة على نمط حياة صحي، حيث أنني لم أكن أعمل بعد الساعة السادسة مساءً -إلا في حالة الضرورة-. وقد كنت أحث جميع الأفراد في الإدارة على التواصل معي كتابيّا اولاً، ومن ثم نقرر إذا كان هناك حاجة إلى عقد اجتماع أو عمل مكالمة استنادًا إلى أهمية الموضوع، وأحيانًا كنا نتقابل وجهًا لوجه (عندما يكون الموضوع متعلقًا بالحياة الشخصية وجلسات الFeedback). 

طبعًا ، حاولت أن أُفعّل نمط التواصل اللاتزامني في العمل، حيث أن أغلب عملنا هو عمل معرفي (Knowledge work) ويتطلب منك إنشاء المعلومات، فقد كنت أطمح إلى أن نقلل إرسال الملفات خلال البريد الإلكتروني ونعمل على الملفات (Online) و نستخدم خاصية التعليق.

من منظوري كانت التجربة رائعة؛ فقد تمكنت من عمل الكثير. سأعمل في المستقبل على تعزيز الجانب الاجتماعي، فربما أقوم بترتيب أيام يتواجد فيها الفريق في المكتب أو شيء من هذا القبيل. أما الآن فقد غادرت هذه الوظيفة، لكنني و من باب التعلّم ما زلت متواصلًا مع اثنين من الأشخاص الذين كنت أعمل معهم بشكل مباشر؛ لمعرفة كيف كانت التجربة من منظورهم. وفيما يلي تجربة كل منهما على حدى، يرويها كلٌ من منظوره:

تجربة 1

بالنسبة لهذا الموضوع فلدي الكثير وأتمنى أن يسعفني (الكيبورد Keyboard) والوقت.
تجربة التواصل اللاتزامني (Asynchronous Communication) بشكل عام تجربة عظيمة جدًا ولها أثر كبير على الإنتاجية، والأهم من ذلك أثرها على علاقة الموظف بفريقه و إدارته. فيما يلي بعض الـ (Reflections) على التجربة.
اولًا: مميزات وإيجابيات التجربة :

  • استخدام الكتابة أو التسجيل الصوتي أو الفيديو (Video) لإيصال المعلومة يعطي المجال لحصر جميع الأفكار بشكل مرتب حيث أن هناك مجال لإعادة طرح الفكرة بشكل آخر أو تنقيحها قبل إرسالها.
  • جودة الأفكار المطروحة تكون عادة أعلى مما يمكن طرحه في نقاش مباشر.
  • أهم ميزة لهذه الطريقة في التواصل من وجهة نظري هي أن المرسل يكتب أفكاره في الوقت المناسب له، و يتلقاها المستقبل في الوقت المناسب كذلك، وأعتقد أن لهذا الأمر تأثيرًا كبيرًا على مخرجات العمل والقرارات. 
  • القدرة على إعادة استخدام المقاطع المكتوبة أو المسجلة، و أيضًا القدرة على توفير الوقت.

ثانيًا: سلبيات التجربة:

  • صعوبة إدارة الأولويات بهذه الطريقة في التواصل، فمثلًا قد لا يشعر الموظف بأهمية وضرورة إنجاز مهمة معينة أرسلها مديره إليه عبر برنامج (Microsoft Teams)، مع العلم أنه يمكن التأكيد على أهمية المهمة بالكتابة أو تكرار المتابعة، إلا أنني لاحظت أن الزملاء بشكل عام أقل حرصًا على أداء المهام التي تكون بالطريقة اللاتزامنية الـ (Asynchronous) مقارنةً بالمهام المباشرة التي تأتي عبر الهاتف أو بعد الاجتماع.
  • التواصل اللاتزامني يفتقد تمامًا إلى العصف الذهني و بناء أفكار سريعة مترابطة من عدة أفراد في جلسة واحدة، وأعتقد أن حل هذه المشكلة سهل، وحلها يكمن في النقطة التالية.
  • عدم اعتياد المجتمع على ثقافة الكتابة المفصلة والقراءة، وهذه الخصلة تحتاج إلى الصبر والاستمرارية مع بعض التدريب. نتكلم هنا عن تعويض نقص أحد المخرجات التعليمية في المدارس وتغيير عادة مجتمعية.
  • أحيانًا أواجه صعوبة  في تذكر أين تكلمت عن موضوع معين، هل كان ياترى عبر برنامج (Microsoft Teams) او (Email) أو (Whatsapp) أو كان مجرد تعليق على مستند ما. فإذا حاولت أن أعود لشيء كتبته سابقًا لا أذكر أين كتبته ومتى.

تجربة 2

تجربتي في استخدام التواصل الكتابي عبر برنامج (Microsoft Teams) كانت جدًا ممتازة، وقد ساهمت بشكل كبير في حل مشكلة التواصل مع فريقي والفرق الأخرى في الشركة. 

سابقًا كان هاتفي الجوال لا يتوقف عن الرنين بسبب الاتصالات المستمرة، وبعد التحوّل إلى التواصل الكتابي عبر برنامج (Microsoft Teams) تم حل مشاكل عديدة منها:

١- سرعة الوصول إلى الأشخاص وتقليل عدد رسائل البريد الإلكتروني والتأخر في الرد عليهم.

٢- الصراحة والشفافية في التواصل حيث يمكنك العودة إلى المحادثة عند الحاجة إليها.

٣- يُعتبر استخدام برنامج الـ (Whatsapp) طريقة غير رسمية في العمل، ولم أكن أُفضل استخدامه من قبل ولكن أغلب الفِرَق يستخدمونه للتواصل اللاتزامني.

٤- ميزة برنامج (Microsoft Teams) عن غيره من طرق التواصل هي الاجتماعات المنظمة فيه ويمكن أن يكون الـ (MOM)- أي محضر الاجتماع- في نفس دعوة الاجتماع بحيث يمكن متابعة الـ (Action Points).

٥- أيضًا يسهّل برنامج (Microsoft Teams) حفظ المستندات والرجوع اليها  في أي وقت، كما يمكن مشاركتها والتعديل عليها من قِبَل الجميع في نفس الوقت.

أشعر أني أُسوّق لبرنامج (Microsoft Teams)، لكن تجربتي معه كانت رائعة جدًا.

أما عن السلبيات، فلا يعتبر جميع الموظفين في الشركة استخدام هذا البرنامج طريقة فعالة للتواصل، فقد لا يكونون متواجدين عليه، ولا أعتقد أن قسمنا يستخدمه بطريقة فعالة جدًا تُسهّل التواصل بيننا وتقلل تصعيد المشاكل. 

من الأمور التي يجب تحسينها في هذه الطريقة في التواصل هي التخلص من حالة التشتت التي تحدث عندما يكون هناك أكثر من قناة (Channel). وبالنسبة للأمور الاجتماعية، فأنا أُفضّل التواصل المباشر حيث نعقد اجتماعات مرة في الشهر مع كل الفِرَق، تتمثل بجلسة وحديث خارج مجال العمل؛ مما يزيد التفاعل ويؤدي إلى بناء علاقات أقوى تنعكس على العمل بشكل إيجابي. تَقلّص هذا النوع من التواصل بسبب الجائحة لكن  أتمنى أن يرجع بإذن الله لأنه فعلًا مهم.

يوجد أمور أخرى في التواصل اللاتزامني قامت بتحسين العمل وكفاءة التواصل مثل استخدام برنامج الـ (Loom)؛ كونه وسيلة فعالة لشرح الأفكار ومناقشة العمل، ويساعد في حفظ الكلام والمحتوى والتقليل من الوقت المهدور في الاجتماعات.

وكان الكثير من أعضاء الفريق ينزعجون من طلبك للمستندات المفصلة (Writeups)؛ لأنها تأخذ وقتًا وجهدًا، ولكنها ممتازة لتلخيص الأفكار وتحليل المشكلة أيضًا، كما أنها مرجع مهم يمكن الإعتماد عليه.

المشاريع التي عملت عليها- نبذة مصغرة عن بول جراهام

قبل مدة شارك الاخ عبدالله الدوسري تغريدة لتدوينة لبول جراهام. في الحقيقة لا اعرف عن “بول” الكثير، وإنما اعرفه بعمله على حاضنة الاعمال الشهيرة Y Combinator . الحاضنة الشهيرة التي خرّجت أشهر الشركات التقنية الأمريكية التقنية مثل Reddit, Airbnb ، Dropbox.

في هذه المقالة والتي هي اقرب الى انها سيرة ذاتية مختصرة عن حياته العلمية والعملية والمشاريع التي عمل عليها إلى عام ٢٠٢٠. حقيقة، لم اكن اعرف ابداً عن الجانب الفني في “بول”، خاصة شخصية المبتكر ( Maker).

في هذه المقالة كتب “بول” عن علاقته بالحاسوب، و رحلته التعليمية المتشعبة بين الحاسب والفن بين امريكا وايطاليا، و الشركات التي عمل بها، و المشاريع الجانبية التي عمل عليها، اضافة الى كتابة المقالات في مدونته بين الفينة والاخرى.

انصح جداً بقراءة المقالة، هنا بعض المقتطفات التي جذبت انتباهي واحببت ان اشاركها لافكّر فيها بشكل أعمق:

I realize that sounds rather wimpy. But attention is a zero sum game. If you can choose what to work on, and you choose a project that’s not the best one (or at least a good one) for you, then it’s getting in the way of another project that is. And at 50 there was some opportunity cost to screwing around.

الانتباه هو لعبة محصلتها صفر ( Zero-sum game). اذا كنت تستطيع اختيار ماذا سوف تعمل عليه، ومن ثم لم تختر افضل مشروع ( او على الاقل مشروع غير جيد) فحتما هذا المشروع هو عقبة في سبيل تركيز انتباهك على مشروع افضل بالنسبة لك، وعلى حسب تقدمك بالعمر، تكلفة الفرصة تكون أعلى.

تعليقي على هذه النقطة، في بداية عمرك لابد من التجربة للتعلّم، وبالتأكيد سوف تقضي وقت على مشاريع ليست هي الافضل لوقتك وهذه جزء من عملية التعلّم. لكن مع تقدم العمر، ربما عليك التركيز كما ذكر “بول” في الاعلى. ايضاً، استحضر تدوينةديريك سيفر” عندما قال ” لاتكن كالحمار (اعزكم الله) الذي كان جائع وعطشان في نفس الوقت، ومات وهو ينظر الى القش على يمينه والماء على يساره لعدم مقدرته على اتخاذ القرار هل يشرب ام يأكل اولاً ولم يكن يعلم انه كان بإمكانه شرب الماء ومن ثم اكل القش او العكس”

One of the most conspicuous patterns I’ve noticed in my life is how well it has worked, for me at least, to work on things that weren’t prestigious. Still life has always been the least prestigious form of painting. Viaweb and Y Combinator both seemed lame when we started them. I still get the glassy eye from strangers when they ask what I’m writing, and I explain that it’s an essay I’m going to publish on my web site.

أحد الأمور المتكررة في حياتي هو كيف بعض الأمور تكون في صالحي خاصة عندما أعمل على امر لايبدو مثير للاهتمام من الخارج. على سبيل المثال، عملي على حاضنة الاعمال Viaweb YC ، جميعهم بدو فكرة غير سديدة عندما بدأتهم. إلى هذا اليوم، تأتيني نظرات مستغربة عندما يسألني احدهم عن ماذا اكتب، وأخبره بانها مقالة سوف أنشرها على موقعي (عبدالرحمن: اعتقد ان الاستغراب هنا هو حول اهمية كتابات المقالات وكونها تبدو من الخارج انها مضيعة وقت)

أستطيع ان اربط الفكرة السابقة بحياتي الشخصية واستحضر عدة امور عملت عليها شابهت نفس النمط، بحيث الافكار التي لها تأثير قد لاتبدو مثيرة للاهتمام في البداية.

I’ve worked on several different things, but to the extent there was a turning point where I figured out what to work on, it was when I started publishing essays online. From then on I knew that whatever else I did, I’d always write essays too.

عملت على عدة أمور ولكن فعلاً اعرف ماذا اريد العمل عليه, عندما اشرع في الكتابة عن عن هذا الموضوع وانشر المقالة. فمنذ تلك اللحظة فهمت انه بغض النظر عن ماذا اريد العمل عليه، احتاج ان اكتب عنه مقالة اولاً

Now that I could write essays again, I wrote a bunch about topics I’d had stacked up. I kept writing essays through 2020, but I also started to think about other things I could work on. How should I choose what to do? Well, how had I chosen what to work on in the past? I wrote an essay for myself to answer that question, and I was surprised how long and messy the answer turned out to be. If this surprised me, who’d lived it, then I thought perhaps it would be interesting to other people, and encouraging to those with similarly messy lives. So I wrote a more detailed version for others to read, and this is the last sentence of it.

الآن وخاصة اني عدت الى الكتابة مرة اخرى، كتبت عدة مواضيع مقترحة لمقالات، و كتبت عدة مقالات في عام ٢٠٢٠ ولكن بدأت افكر في امور اخرى استطيع العمل عليها، السؤال يأتي مرة اخرى، كيف اختار ماذا اعمل؟ كيف اخترت ماذا اريد العمل عليه في الماضي؟ الجواب، كتبت لنفسي مقالة لإجابة هذه السؤال. اذا فاجئني الاجابة، اكتب نسخة مطولة من الاجابة وهذه اخر جملة من هذه الاجابة 🙂

“بول” شخصية مثيرة للاهتمام، أنصح الجميع بتصفح جميع مقالاته عبر هذا الرابط.

منسي واستغلال نقاط القوة

كنت اقرأ رواية الطيب صالح “منسي إنسان نادر على طريقته” وجذبني هذا الوصف لشخصية منسي:

“لا يَتَوَرَّعَ منسي عن الحديث في علم اجتماع او اقتصاد او فلسفة او سياسة او أدباً. أحياناً يصيب وأحياناً يخطئ، ولكنه يعوض جهله بحسن استخدامه للغة، وطبيعته المرحة و بديهته الحاضرة”

ذكرني هذا الوصف لشخصية منسي كيف ان بعض الأشخاص يسرف في استغلال نقاط قوته التي تغطي على نقاط ضعفه. مثال على ذلك، الأشخاص الذين يتحدثون لغة اخرى غير لغتهم الام بطلاقة بينما في الحقيقة لايملكون علم كافي فيما يتحدثون عنه ويعوضون ذلك بحسن استخدامهم للغة.

سؤالي: هل عدم استخدامك لنقاط قوتك سوف يجعلك أفضل؟

مقطع يناقش نفس الموضوع في حديث بين ادم قرانت وماركوس باقنهام

لماذا لايستخدم المبدعين نقاط قوتهم؟

قبل مدة اِطَّلَعَتْ على المقال التالي في مجلة hbr والذي عنوانه ” Why Talented People Don’t Use Their Strengths” وترجمته بتصرّف: ” لماذا لايستخدم الاشخاص المبدعين نقاط قوتهم؟”

في البداية يحكي المقال حيث جرت العادة على ان يستخدم الاشخاص نقاط قوتهم بشكل افتراضي، ولكن في الواقع، من السهل قول ذلك والصعب تطبيقه حيث دائماً تجد أشخاص يلعبون أدوار لاتتطابق بالضرورة مع نقاط قوتهم.

ينصح المقال القادة في اكتشاف نقاط قوة فريقهم ومن ثم إقناعهم بالتغيير.

هذه عدة أسئلة تساعد القائد في أن يسألها فريقه لكي يكتشف نقاط قوتهم:

١- مالذي يغضبك؟: ماهو الأمر الذي فعله سهل بالنسبة لك وصعب على الأخرين؟ إلى درجة، أن تغضب لأن الأخرين يجدونه صعب 😃. مثال على ذلك: (سهولة تقديم التحدث أمام العامة، كتابة الخطط الاستراتيجية، املأْ الفراغَ بما يجول في ذهنك كأمر سهل عليك وصعب على الاخرين)

٢- ماهي المجاملات التي تتجاهلها؟: كم مرّة أثنى أحدهم على أمر صنعته وأحسست بأن الأمر كان سهل عليك ولا يستحق الثناء؟ قم بتسجيل هذه الثناءات (جمع ثناء 😝) في مذكرتك لكيف تكون جزء من مرحلة إكتشاف نقاط قوتك.

٣- مالذي تفكّر فيه عندما لاتفكّر في شيء؟ عندما تفكّر في امر وينشغل ذهنك به، ربما هذه علامة على اهتمام عقلك بهذا الموضوع وبالتالي لاتستطيع التوقف عن التفكير في هذا الموضوع.

من تجربة شخصية، أنصح بإبقاء مذكرة لتسجيل ردود الأفعال في محيط العمل بحيث تساعدك على اختيار الفرص التي تتناسب مع نقاط قوتك. أحياناً تحتاج تغير الأدوار لكي تكتشف نقاط قوتك.

قاعدة ال ١٠٪: النصيحة الذهبية لرفع الإنتاجية

“ستافني ونستون”، أم الطرق الحديثة في إدارة الوقت تصِف تقول في كتابها Getting Out from Under. عندما تكون في كارثة، من الافضل ان تقوم بتغييرات صغيرة التي تساعدك لاستعادة السيطرة. لكي تطبق هذه الطريقة، فكّر بالمهام في حياتك اليومية التي تبدو انها تأخذ الكثير من الوقت او انها تشعرك بأنك مغمور. إختر أحد هذه المهام، ثم قم بكتابة كل الخطوات التي تحتاجها لتقوم بهذا المهمة، وقم بالنظر إلى كل خطوة بشكل منفصل وانظر اذا كان هنالك طريقة لتنفذ الخطوة بشكل أكثر فعالية او ربما تفويضها لشخص اخر او تتخلص منها تمامًا.

على سبيل المثال، لنفترض انك تقضي الكثير من الوقت على غسل الملابس. الخطوات لغسل الملابس كالتالي:

  • جمع الملابس المتسخة.
  • غسل الملابس.
  • كوي الملابس.
  • توزيع الملابس لاصحابها.

حل مقترح لتحسين هذه المهمة بنسبة ١٠٪ هي تفويض جمع وتوزيع الملابس الى اطفالك، والتوقف عن كوي الملابس. ( إتق الله اللي تخلي أهلك يكوون لك سروال السنة 😂)

حديث توني فاضل و تيم فيريس عن الادارة، التفكير في القرارات ،والايبود

“توني فاضل” هو أحد الاشخاص الذين ينسب إليهم الفضل بعد الله في صنع ال Apple iPod يتكلّم في حديث شيق مع “تيم فيريس” في حلقة بودكاست عن بعض المحطات في حياته. وددت أن أذكر بعضها هنا وأنصح الجميع بالإستماع للحلقة:

  • خذ بعض الوقت للتفكير في القرار: يتكلّم طوني عن إذا سمحت لك الفرصة لإستقطاع وقت للتفكير في الخطوة القادمة في حياتك الوظيفية، خاصة كل ثمانية إلى عشر سنوات، إفعل ذلك. مثل هذه الإستراحات تعطيك وقت للخروج من السباق وتسمح لك التفكير بشكل أعمق. ربما يكون خيارك أكبر من أن تذهب إلى الشركة المنافسة وتعمل لديها، ربما سوف تفعل شيء آخر تمامًا.
  • تعلّم الإدارة: . يقول “توني” احد الأمور التي تتكرر مع المدراء أن تكون لديه مشكلة مع مدير آخر ثم يحدث ان هذا المدير ينحب ويتكلّم عن المدير آخر ولم حتى يذهب ويجلس مع الشخص الذي يشتكي منه ويجلس في غرفة واحدة ليحاول أن يجد أرض مشتركة. الموضوع أكثر من انه فوز شخص يعني خسار شخص آخر ولايمكنك دوما إشراك مديرك في هذه الخلافات. ينصح “توني” في كتابين: Getting to yes و Who moved my cheese
  • اسأل “لماذا”: لكي تحتاج أن تصل إلى اجابة جيدة، تحتاج أن تسأل “لماذا” حوالي خمس مرّات. لماذا هذا ولماذا ذاك. تدوينة مرتبطة (هل نفكّر بعد المستوي الأول؟)
  • عن العادات: تكلّم طوني كيف أنه زار صديق له يقطن في المملكة العربية السعودية ولم يستهلك الكحول لمدة أسبوعين،ولاحظ بعدها أنه أصبح ينام بشكل افضل وطاقته خلال اليوم تحسنت, فسأل نفسه: لماذا أفعل ذلك لنفسي؟ سنّي في تقدم، لذلك دعني أمتنع عنها بتاتاً. .نفس الشيء مع السكّر، إمتنع عنه بعد أن أسرف في استخدامه في العشرينات من عمره.
  • إبحث عن تشبيه: عندما تستخدم تشبيه ( Analogy) حين إخبار شخص عن شيء جديد فإنك فعلياً تعطيه قوّة خارقة حتى إذا لم يفهم جميع التفاصيل. فالتشبيه هنا يساعد الاشخاص في فهم الفكرة ومن ثم يمكنهم الانطلاق معك لفهم بقية التفاصيل. تشبيه جيد ويعتبار شعار أيضاً عندما بدأت حملة التسويق لإطلاق الايبود” ” ١٠٠٠ أغنية في جيبك”.
  • عند البيع، العلاقة هي الاهم: ذكر “توني” قصة والده الذي كان يعمل كمندوب مبيعات عندما حظر معه أحد الاجتماعات ولاحظ ان والده لاينصح المشتري ببضاعة يمتلكها، فأستغرب “توني” وسأل والده، لماذا فعلت ذلك؟ فقال والده: أنا غير مطلوب منّي أبيع كل بضاعتي، المفترض اني ابيع البضاعة التي أعتقد ان العميل عليه ان يمتلكها وتساعدهم عل النجاح في اعمالهم. إذا لم تتواجد لدي هذه البضاعة، لامانع لدي ان ادلهم علي منافسي. بهذه الطريقة سوف أكسب الثقة وسوف يعودون لي، كل يوم، كل أسبوع، وأعلم أني الشخص الذي يرغبون التحدث معه عندما يفكرون في صفقة جديد. في النهاية، الموضوع أكبر من الصفقة والأساس هي العلاقة.

من هو آندي ماتوشاك؟

آندي ماتوشاك

تعرّفت على آندي ماتوشاك خلال قرائتي لامثلة برنامج Obsidian، وهو برنامج تدوين ملاحظات يستعمل بكثرة لبناء المعرفة الشخصية. أحد الأمثلة كانت رابط إلى موقع آندي وهو يتكلّم عن الملاحظات المستدامة (Evergreen notes)، وهي الملاحظات التي ليس لها عمر، لكونك تستمر بالإضافة إليها.

ذُهِلَتْ من طريقة موقع آندي. يحمع في موقعه ملاحظاته الشخصية التي تتبع نمط Zettelkasten. كل ملحوظة تأخذك إلى العديد من الملاحظات حول مواضيع مترابطة وهنا يتم آندي يطبّق بناء المعرفة.

مثال على تدوينة Evergreen notes وكيف أن كل نص باللون الازرق يأخذك إلى موضوع مرتبط

عمل آندي في شركة أبل وكان من المساهمين في تطوير نظام الiOS ومن بعدها عمل في خان أكاديمي كباحث في طرق التعلّم.

طريقة آندي في بناء المعرفة منطقية. تسمع أو تقرأ عن موضوع معيّن ومن ثم تحاول أن تفهمه. خلال عملية الفهم تأتيك أسئلة و تحاول أن تربط أو تبني هذا المعلومة مع معلومة أخرى

لكي لاتتوه، أنصح بتفحّص المصادر التالية حول طريقة عمل آندي:

١- بث حي لآندي وهو يقوم بتدوين الملاحظات.

٢- مقابلة بودكاسات مع آندي

٣- مدونتة آندي الشخصية.

طريقة فعّالة لبناء المعرفة من قراءة الكتب

قبل فترة مررت على تدوينة يتحدث فيها James Stuber عن طريقته في تدوين الملاحظات من الكتب. تقوم طريقة James بالدمج بين طريقة Zettelkasten وبين طريقة Tiago Forte في بناء عقل اخر. (Building a second brain)

الفيديو التالي يوضّح كيف James يقوم بتدوين ملاحظاته من الكتب الالكترونية (كيندل) وينتهي بكيف يدوّن الملاحظات ويبني المعرفة من هذه الكتب.

صورة من مذكرتي لتلخيص طريقة جيمس في تدوين الملاحظات

الخطوات التالية تفصّل طريقة James في تدوين الملاحظات:

١- قراءة الفصل بدون كتابة اي ملاحظات او تحديد (highlight).

٢- إعادة قراءة الفصل مع التحديد (highlight).

٣- يصدّر الملاحظات من القارئ الالكتروني “كيندل” الى برنامج تدوين الملاحظات (Evernote، Notion)

٤- يراجع الملاحظات ومن ثم يكتب بالأعلى الافكار الرئيسية من هذه الملاحظات.

٥- يقوم بكتابة الأفكار الرئيسية في برامج بناء المعرفة مثل (Room, Obsidian)

٦- يقوم بربط الأفكار مع أفكار مشابهة في برنامج بناء المعرفة.

أنصحك بمشاهدة الخطوة الخامسة والسادسة في الفيديو السابق لكي تصلك الفكرة. هنا بالذات، يبدأ أهم جزء عند انتهائك من القراءة وهو ربط الافكار الجديدة بمعرفتك السابقة وهكذا والعلم على الله، تنبني المعرفة.

PARA – نظام لإدارة الحياة

نظام بارا من إختراع تايجو فاورت

في عام ٢٠١٥ بدأت تدوين الملاحظات في برنامج Evernote. طريقتي في تدوين الملاحظات كانت عشوائية إلى فترة قريب. قبل سنة، قررت الإنتقال إلى برنامج آخر يدعى Notion وخلال عملية النقل أنشأت هيكل معيّن لتخزين الملاحظات بدلاً من وضعها بعشوائية.

تعّرفت أيضاً مؤخراً على نظام لإدارة الحياة يدعى ب PARA – النظام هذا غيّر عندي عدة مفاهيم وفتح لي آفاق كثيرة حول نُظم إدارة المعرفة الشخصية (PKM)

ببساطة هذا النظام -بعد توفيق الله- سوف يساعدك على ترتيب حياتك الإبداعية و العملية. دعني أحاول أن أشرحه بشكل مبسط:

الأقسام الرئيسية لنظام PARA

مشاريع :PROJECTS

المشاريع هي أمور لها نهاية ومخرجات محددة. عندما تنظر إليها في أي وقت يمكنك أن تعلم كمية الأعمال التي ينبغى عليك إنجازها وتحدد مستوى إنشغالك. المشاريع غالباً تكون مربوطة بأهداف.

هنا مثال كيف أن المشاريع هي الشيء الذي تعمل عليه بشكل يومي.

مساحات:AREAS

المساحات هي أمور تحتاج أن تهتم فيها على الدوام أو أمور تتكون لديك مسؤولية تجاهها. قد تكون أمثلة على ذلك موظفينك المباشرين، علاقتك مع زوجتك، تطوير مهارة الكتابة، الخ.

كما يظهر المساحات تحتاج أن تراجعها للتفكير في المستقبل

المصادر: RESOURCES

المصادر هي المواد التي تحتاجها في مشاريعك وأيضاً ممكن أن تكون مكان لجمع مصادر لإهتماماتك المتعددة.

مثال على مكتبة المصادر بإستخدام برامج إيفر نوت

ARCHIVE : أرشيف

الأرشيف هو مكان لكل مشروع إنتهيت منه وترغب في أرشفته لغرض الإستفادة منه لاحقاً.

الجميل في هذا النظام أنه يمكنك تطبيقه بغض النظر عن البرنامج الذي تستخدمه، مثال على ذلك:

أمثلة على تطبيق نظام PARA على برامج مختلفة

أعتقد أن النظام جميل يساعد على ترتيب حياتك ويبدوا تحتاج وقت لكي تفهمه وتعدّل عليه لكي يناسب طريقتك في العمل.

مصادر مفيدة:

من هو بيتر ليفلز Pieter Levels ؟

وجدت هذه الخربشة في مذكراتي وقت كتابي لهذه التدوينة

بيتر ليفلز شخص مثير للإهتمام ويستحق المتابعة .تعرفت على ليلفز من خلال موقع Nomadlist في ٢٠١٦ ، حينها كنت أعمل عن بعد، وفي أحد الأشهر اَلْحَارَّةَ في السعودية، قررت البحث عن بعض المدن الباردة المناسبة للعمل عن بعد ، فسألت على منصة reddit وأشار علي أحدهم بتفقّد موقع Nomadlist– وهو مجتمع يجمع الرحّالين الرقميين (Digital Nomads) الذين يعملون من خلال حواسيبهم المحمولة في أي مكان في العالم- يعرّف بيتر عن نفسه بالتالي، مقتبس ومترجم بتصرّف من موقعه:

بيتر هو مؤسس موقع يجمع أفضل المدن للعيش للرحّالين الرقميين، و موقع لعرض فرص العمل عن بعد. يسافر بيتر ويعمل من عدة أماكن حول العالم ، ويعمل على مشاريع جانبية بدون أي دعم مادي . يشارك بيتر أرباحه من موقع Nomadlist للعامة. يقتني بيتر فقط مايمكنه حَشْرُهُ في حقيبة الظهر. زيادة على ذلك، أنشىء ١٢ فكرة لشركات ناشئة خلال ١٢ شهر وقبل دخوله عالم تحويل الأفكار إلى منتجات، أنشئ قناة يوتيوب فاقت مشاهداتها ١٠٠ مليون.

يتميز بيتر بالتواصل وبناء الأفكار في العلن، حيث يدوّن ويخلق محتوى على شكل هيئات مختلفة عن مايقوم به طوال الوقت. هنا مثال لكيف يشارك بيتر بث فيديو حي لإضافة بعض الخصائص إلى تطبيقه.

شخصياً أتعلم من بيتر طريقة التفكير، تجده يفكّر بصوت عالي، ويناقش المسلّمات مما جعله يكسب شريحة جمهور عالية.

اليوم بيتر هو نِتاج محاولات مستمرة من البناء التي يمكنك الإطلاع عليها هنا، تعود بعض التدونيات إلى عام ٢٠١١، والمثير للإهتمام هنا كيف أن الصنّاع/الفنانين لايخجلون من محاولاتهم المتواضعة عندما كانوا في بداية المشوار و التي لاتضاهي مخرجاتهم اليوم 🙂

أخيراً، بيتر هو شخص متشعّب يصعب تصنيفه. هو صانع، يتعلّم أمام الجميع. هذه بعض نتاجات بيتر اللي قد تستمع بها:

 تحويل المشاريع الجانبية إلى مشاريع مربحة

كتاب جميل عن تحويل الأفكار إلى منتجات

أنصح بمتابعة بيتر على تويتر