
تعرفت على إدوارد سعيد من خلال فيلم وثائقي أنتجته شركة ثمانية قبل شهرين. قادني الفيلم الوثائقي القصير لمشاهدة سلسلة من المقابلات مع إدوارد، وقد اندهشت من استخدام إدوارد للغته وتعبيراته. كنت متحمسًا عندما علمت أن إدوارد كتب مذكراته قبل وفاته، وقررت قراءتها باللغة الإنجليزية كما هو مكتوب؛ لدراسة أسلوب كتابته بعناية.
أشعر أن الأشخاص غير المهتمين بشخصية إدوارد الفكرية قد يجدون الكتاب مملًا. السبب في أنني قرأت مذكرات إدوارد هو لفهم الظروف التي أنتجت عالِمًا مثله، أردت أن أعرف: كيف يمكن أن يكون الشخص فصيحًا إلى هذا الحد، ونوع التعليم الذي يتلقاه.
بعد أن انتهيت من قراءة المذكرات، فهمت الظروف التي أدت إلى ظهور إدوارد، لكنها لم تكن مفصّلة كما كنت أتمنى؛ فقد كتب إدوارد في الغالب عن طفولته والسنوات التي سبقت فترة وجوده في الجامعة، وفي الربع الأخير من الكتاب تحدث بإيجاز عن حياته الجامعية والجامعة. لم يكن هناك أسلوب محدد في السرد؛ كان أحيانًا يتكلم بتفاصيل مملة، وباختصار شديد في أوقات أخرى، على سبيل المثال: كتب صفحتين عن فتاة واعدها، ثم شرع في تلخيص تجربة زواجه الأولى في جملة واحدة!
ومع ذلك، فإن الأمر يصبح منطقيًا عندما أفكر في الفترة الزمنية التي كتب خلالها المذكرات. توفي إدوارد رحمه الله عام 2003، وكتب مذكراته بين عامي 1994 و 1999 أثناء محاربته لمرض السرطان. أعتقد أن كتابة المذكرات كانت طريقة لتذكر الذكريات الجيدة التي جلبت له الحياة والفرح، بدلاً من إعادة سرد الحقائق بطريقة متسلسلة.
أخطط لقراءة كتب إدوارد الأخرى لاستكشاف أعماله بعناية، لكن لا اعلم هل من المفترض قراءة الترجمة العربية لكتبه ام قراءتها باللغة الإنجليزية كما كتبت.