حكم عن الحياة من دافيد هاينماير هانسون

بالأمس كنت أستمع إلى مقابلة بين دافيد هاينماير هانسون الملقّب بDHH وتيم فيرس. يعرف دافيد بإنتاجه لإطار الويب الشهير روبي أون ريلز وسائق سيارات سباق محترف.

هذي ليست أول مرة أستمع إلى هذا اللقاء، ربما هي المرة الثالثة أو الرابعة والسبب أن هذه المقابلة فيها كمية من الفلسفة عن الحياة والعمل التي أجدها متوازنة وأؤمن بها. هذه عدة ملاحظات دونتها من الحلقة و لكن أنصح الجميع بالإستماع للمقابلة كاملة:

  • كيف يتعلّم دافيد: دافيد مبرمج محترف وكاتب وسائق سيارات سباق محترف (مثير للإهتمام كيف إنقضت تسع سنوات من عدم إمتلاكه رخصة قيادة إلى وقوفه على منصة التتويج في السباق الفرنسي لو مان ديفيد. يتكلّم دافيد عن كيفية إتباعه نفس طريق التعليم سواء في البرمجة أو الكتابة أو سباق السيارات.في البرمجة عند المحاولة الأولى يحاول جعل البرنامج يعمل، ومن ثم يحاول تحسين هذا البرنامج و في السباق في البداية يحاول تشغيل السيارة وإستخدام المكابح بشكل صحيح ومن ثم يحاول يحسّن أجزاء معينة في كل جولة لتحقيق أسرع جولة . أتعلّم من هنا كيف الإنتباه إلى كيف تتعلّم والتركيز على الأجزاء الصغيرة في المهارات التي تحاول أن تتعلمها (تدوينة ذات صلة: التدريب الضروري)
  • عن رفض أموال المستثمرين: يحكي دافيد كيف أن رفضهم لرؤوس الأموال الجريئة ساعدهم في التحكم في مصير الشركة ونموها بالطريقة المناسبة لحياتهم اليومية بدون أي ضغوط خارجية.
  • يمكنك إنجاز الكثير في ثمان ساعات: يتطرق هنا إلى كم من الأمور يمكنك إنجازها خلال ٨ ساعات خاصة إذا لم تكن متقطعة ويذكر كيف في نهاية كل سنة يتفاجئ من كمية إنجازهم إلى إنجازاتنا ونشعر أنه عملنا الكثير ويعزى ذلك إلى امتلاكهم الوقت الغير متقطع وتقليل الإجتماعات.
  • السعادة تأتي مع ضبط التوقعات: هنا يذكر دافيد كيف في السنة الأولى من سباق لو مان كان سعيد فقط بالمشاركة وإنهاء السباق بينما في السنة التي بعدها فاز فريقه في المركز الثاني وكان أتعس لحظات حياته. فيذكر هنا كيف أن سبب تعاسته في الحقيقة هي توقعاته وكيف نضبط توقعاتنا.
  • الفرق هامشي بين مليونين و عشرات الملايين: يتكلّم دافيد كيف أن الفرق بين إمتلاك مليونين أو عشرات الملايين هو هامشي بالنسبة له على الأقل. طبعاً هذا الكلام غير منطقي إذا كنت تنوي إمتلاك فريق الكرة New York Jets مثل قاري في أو ترسل الناس إلى المريخ مثل إيلون مسك ولكن ديفيد كما يتكلّم عن نفسه يمتلك أحلام “متواضعة” ويريد أن يصمم نمط حياة تحقق هذه الأحلام المتواضعة وتساعد ديفيد في تصميم الأهداف.على سبيل المثال في البرمجة يريد أن يكون جيّد لكن لايتطلع إلى أن يكون الأفضل و في سباقات السيارات نفس الشيء ويشرح دافيد أنه هنالك فرق بين أن تكون من أفضل ٥٪ من أن تكون من أفضل ال١٪ في أي مجال ويطرح مثال كيف أنه لايريد أن يصبح مثل مايكل جوردن ويكون أفضل لاعب في الNBA ولكن يريد أن يلعب في الNBA و يكسب لقمة عيش (طبعاً لقمة العيش دراما أضفتها أنا ?)
  • العملية والناتج النهائي: يتكلّم دافيد كيف أنه في البداية تعلّم البرمجة لكي يسد إحتياجاته الشخصية عند بناء نظام إدارة محتوى ولم يستمتع بالبرمجة في أوّل الأمر لكن كان يستمتع في الناتج النهائي و مع مرور الوقت بدأ يستمتع في عملية البرمجة نفسها. نتعلم هنا كيف نعطي بعض الأمور وقت لكي نستمتع بها؟ أو إذا عندما يروق لك الناتج النهائي من أي أمر تعلّم كيف تصبر على العملية الإبداعية. أجد تشابه في نفس الموضوع في خلق المحتوى، حيث أكره عملية خلق المحتوى (مثل كتابة هذه التدوينة) ولكن غالباً أشعر برضى عند مشاهدتي للناتج النهائي.
  • البقاء على نفس المستوى: هنا ديفيد يتكلم عندما تكتب برنامج تجعل كل الدوال نفس المستوى ويشبه أي نظام رائع مكتوب بطريقة جيدة بجدول المحتويات في الكتب بحيث يمكنك فهم النظام ماذا يعمل والتعمّق في أي مستوى. هذا المفهوم هو مشابه لإطار شهير في الاستشارات الإدارية عند تصميم شرائح العرض ويسمّى بمبدأ التنافي والشمولية (MECE principle)

الملهم عموماً في قصة دافيد هو كيف أنه انتقل إلى أمريكا وأسس شركة ناجحة مثل Basecamp من خلال إنتاجه لعمل جيّد بشهادة سوق ناضج مثل سوق أمريكا. هذا الأمر يشعرني بالتفاؤل بحيث أركّز على عمل جيّد والفرصة سوف تأتي (طبعاً عند فعلك للإسباب ?)

هذا ما أذكره حالياً من المحادثة ومرة أخرى أنصح الجميع بالإستماع للمقابلة.

انضم إلى المحادثة

تعليقين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *